تعرف وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب، مؤخرا، حملة تطهير واسعة، من مجموعة من المؤثرين وصناع المحتوى “التافه”، بسبب التجاوزات الخطيرة في حق المجتمع، حيث منهم من أساء لعرق معين وحرض على الكراهية، ومنهم من مس بالحياة الخاصة للآخرين، بينما ذهب آخرون إلى الخدش بالحياء العام.
وبدأت مؤخرا مجموعة من الهيئات الحقوقية والإعلامية تدق ناقوس الخطر بخصوص طبيعة المحتويات التي يتم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، ومدى تأثيرها على المجتمع المغربي وقيمه، مطالبين بفرض الرقابة على صناع المحتوى ومتابعة من يرتكب منهم جرائم إلكترونية، نظرا لمدى تأثيرهم في الرأي العام
وتفاعلت السلطات المغربية بشكل فوري مع مطالب هذه الفعاليات ونداءات الرأي العام، الذي استنكر أكثر من مرة ما وصفه بـ”التسيب” الحاصل في الشبكات الاجتماعية في المغرب، لا سيما وأنها منصات متاحة للجميع، ويمكن لأي كان أن يتفوه بما يشاء، وينقله إلى جيل بأكمله يعتمد بشكل كبير على هذه الوسائل في حياته.
وفي هذا الصدد، قررت السلطات المغربية متابعة مجموعة من المؤثرين المغاربة، بعد توجيه مجموعة من التهم لهم، ويتعلق الأمر بكل من اليوتيوبر إلياس المالكي، ورضى “ولد الشينوية”، و”بنت عباس”، إضافة إلى هيام ستار.
إلياس المالكي.. ثلاث أشهر سجنا نافذا
وكانت المحكمة الابتدائية في الجديدة قد قضت بسجن اليوتيوبر إلياس المالكي بثلاث أشهر نافذة، مع تغريمه 2000 درهم، بعد إدانته بتهم “التحريض على التمييز والكراهية عبر الوسائل الإلكترونية”، و”المس بالحياة الخاصة”، و”التشهير، والسب والقذف ضد النساء”، وذلك عقب شكوى تقدمت بها 38 جمعية نسائية وحقوقية.
وكان إلياس المالكي قد سبق له وأن أُدين من قبل في قضية مماثلة، بالسجن لأربعة أشهر نافذة وغرامة مالية قدرها 5000 درهم.
“ولد الشينوية”.. ثلاث سنوات سجنا
وبدوره، حكم على رضا البوزيدي، المعروف بـ”ولد الشينوية”، من قبل المحكمة الابتدائية بعين السبع في الدار البيضاء، بالسجن النافذ لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب مؤثرة أخرى تعرف باسم “بنت عباس” بالسجن لسنتين، على خلفية اتهامهما بـ “التهديد، ونشر ادعاءات كاذبة للتشهير، وإهانة موظفين عموميين أثناء تأدية عملهم”.
“هيام ستار”.. خدش بالحياء العام
كما أوقفت السلطات الأمنية في الدار البيضاء، يوم أمس الثلاثاء، المؤثرة عائشة الصرايدي، المعروفة بـ”هيام ستار”، بتهم تتعلق بالتحريض وإثارة الجدل، بعد نشرها مقاطع فيديو تضمنت إساءات لمؤسسات الدولة، والسكر العلني وإعلان اعتناقها المسيحية، إلى جانب تعنيف أطفالها، حيث تم وضعها رهن الحراسة النظرية بناء على شكايات من فعاليات جمعوية وحقوقية.