قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توقيف عدد من المنح والمشاريع والمساعدات، بما فيها المساعدات الطبية التي كانت تقدمها وكالات التعاون الأمريكية لعدد من الدول الفقيرة، لمدة 90 يوما.
وتشمل المساعدات التي تم توقيفها أدوية حيوية وأساسية لعلاج عدد من الأمراض الخطيرة والمزمنة، مثل الإيدز والملاريا وغيرها.
وخلف هذا القرار استياء واسعا لدى الجمعيات والمنظمات الأهلية التي تحارب هذه الأمراض، خاصة في الدول الإفريقية جنوب الصحراء التي تعرف انتشارا واسعا لهذه الأمراض، إضافة إلى محدودية إمكانياتها الصحية والمادية لمواجهتها.
وفي المغرب، ورغم الاستفادة من هذه التمويلات وبرامج الدعم، بما فيها الصحي، فإن الخبراء والعاملين في مجال محاربة الإيدز، وإن اعتبروا هذا القرار يقوض مجهودات مواجهة هذه الأمراض، يؤكدون أن المغرب غير معني به، إذ إنه يوفر مصادر أخرى لهذه الأدوية.
واعتبر الناشط في جمعيات محاربة الإيدز بالمغرب، إسماعيل بلقياحة، أن المغرب غير معني بهذا القرار، إذ لا يحصل على هذه الأدوية من هذه الوكالات، بل لديه مصادر أخرى تؤمن له احتياجاته منها.
وأعرب عن أسفه لهذا القرار، معتبرا أنه سيؤدي إلى وفاة الآلاف من المرضى بهذا الداء في عدد من البلدان الإفريقية والبلدان الفقيرة حول العالم.
وأضاف الناشط في المجال الصحي، في تصريح لـ”سفيركم”، أن وقف تقديم هذه الأدوية هو بمثابة “حكم بالموت” على المصابين بهذه الأمراض، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القرار قابل للمراجعة أو التمديد بعد مضي 90 يوما، كما أبلغت العديد من المنظمات والوكالات احتجاجها على هذا القرار، الذي وصفته بـ”غير الإنساني”.
من جانبه، يرى الطبيب والباحث في النظم الصحية، الدكتور الطيب حمضي، أن قرارات ترامب ستؤثر بطبيعة الحال على العالم بأسره، وليس فقط على الدول الفقيرة.
وأشار إلى أن قرار الرئيس الأمريكي بوقف مساهمة الولايات المتحدة في منظمة الصحة العالمية، التي تقدر بنحو 25% من ميزانيتها، سيؤثر سلبا على جهود مكافحة الأوبئة عالميا؛ كما أن توقيف أدوية بعض الأمراض، مثل الإيدز والسل والملاريا، سيؤدي إلى انتشارها وتحورها.
وكشف الباحث في النظم والسياسات الصحية، في تصريح خص به “سفيركم”، أن النتائج المترتبة على هذه القرارات ستكون وخيمة على الدول الفقيرة والعالم بأسره، إذ إن انتشار هذه الأمراض وعدم الحد منها سيؤدي إلى تحور الفيروسات ومقاومتها للأدوية، ما قد يجعلها تهدد جميع دول العالم، بما فيها الدول المتقدمة.
ولفت حمضي إلى أن الإدارة الأمريكية استدركت الأمر، بإصدارها أمس قرارا يستثني دواء الإيدز من هذا التوقيف، غير أن ذلك ليس كاف، وفق قوله.
وشدد على أن مواجهة أخطار هذه الفيروسات والأمراض، وضمان عدم تحورها وتفشيها عالميا على غرار مرض السل المعدي، يتطلب زيادة تمويل المنظمات الأممية، مثل منظمة الصحة العالمية، وليس تقليصه أو توقيفه.