أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن حل الدولتين هو “الخيار الوحيد الذي لا خاسر فيه”، باستثناء المتطرفين من جميع الأطراف الذين “يتغذون على نار الصراع ولا يعيشون إلا في ظله”. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، المنعقد اليوم الثلاثاء في الرباط بشراكة بين المملكة المغربية ومملكة هولندا.
وأوضح بوريطة أن المغرب، انطلاقا من مسؤوليته التاريخية ورئاسته للجنة القدس، يرى في حل الدولتين المفتاح الأساسي لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال إن هذا الحل “ليس شعارا أجوفا، ولا غطاء لمزايدات دبلوماسية، بل هو التزام أخلاقي وخيار سياسي واقعي لا يحتمل التأجيل”، مضيفًا أن الحروب والعنف لم تؤدِ إلى السلام، وأن الوقت قد حان لترجمة هذا الحل إلى خارطة طريق زمنية بخطوات واضحة ومسؤولة.
وشدد الوزير على أن المتطرفين، الذين “يتاجرون بالشعارات ويدّعون دعم القضية الفلسطينية دون أن يقدموا شيئًا حقيقيًا”، هم أول من يتضرر من تحقق هذا الحل، لأنهم “يفضلون راحة المعارضة على مسؤولية الفعل”.
وأشار بوريطة إلى أن المغرب ظل وفيّا لحل الدولتين منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وصولا إلى عهد الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي يقود دبلوماسية مغربية “تشتغل في صمت أحيانًا، ولكن دائما بحكمة وفعالية”.
وفي معرض حديثه، أكد الوزير أن الخروج من المأزق الحالي يقتضي وقف العمليات العسكرية، ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ودعم وكالة الأونروا، وإطلاق خطة شاملة لإعادة الإعمار تحت إشراف السلطة الفلسطينية، مستشهدًا بمضامين الخطاب الملكي في القمة العربية الأخيرة.
وتناول بوريطة محاور مقاربة التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، مشيرا إلى أهمية استلهام نجاحات الماضي، وتعزيز الدعم المؤسساتي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وترسيخ البعد الاقتصادي في عملية السلام، مؤكدا أن “اقتصاد السلام يجب أن يكون أداة للتكامل ورافعة للتعايش”، ولكن دون أن يكون بديلاً عن الحل السياسي.
واختتم الوزير بالتأكيد على أهمية وثيقة “Compendium” التي تعتزم المملكة المغربية تقديمها مع هولندا، مثمنًا الدور الرائد لكل من السعودية، والنرويج، والاتحاد الأوروبي، وداعما للرئاسة السعودية الفرنسية المقبلة لمؤتمر نيويورك حول حل الدولتين.
وأكد أن عقد هذا الاجتماع في ظل ما تعانيه الأراضي الفلسطينية، خاصة في غزة، ليس مجرد لقاء دبلوماسي، بل رسالة أمل وخطوة عملية لإحياء خيار الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.