فرض تغيير الشخص المقيم في البيت الأبيض نقاش تأثير هذا التغيير الذي أفرزته الانتخابات الرئاسية، والذي أنتج عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، على الموقف الأمريكي من القضية الوطنية، وذلك استحضارا لمكانة الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الدولي.
نتائج اعتبرها الخبير في العلاقات الدولية نضال الشرقاوي بنعلي بمثابة دفعة قوية للملف المغربي بشأن قضية الصحراء، كون دونالد ترامب هو الرئيس الأمريكي الذي بادر بالاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وتابع في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” أنه بالرغم من محافظة إدارة بايدن على هذا الاعتراف، فإن عودة ترامب قد تضيف زخماً سياسيا ودبلوماسيا يعزز موقف المغرب على الساحة الدولية.
وأوضح بنعلي في تتمة تصريحه لـ”سفيركم”، أن “وجود دعم علني وثابت من طرف دولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن، ويتعلق الأمر بالولايات المتحدة وفرنسا، من شأنه أن يقوي من موقف المغرب في أي نقاش أو قرار مستقبلي حول هذا الملف داخل المجلس”.
عودة ترامب، قد تعني أيضا انفتاحا أكبر على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة في مجالات أخرى، بما في ذلك الأمن الإقليمي والاستثمار، مما يدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة المغاربية والإفريقية عمومًا، حسب تصريح المتحدث ذاته.
من جهته ذكَّر رشيد لبكر أستاذ القانون العام، بأن قضية الصحراء كانت قد عرفت منعطفا كبيرا في ولاية دونالد ترامب، قائلا:”لا يجب أن ننسى أنه أول من اعترف بمغربية الصحراء وسمح بنشر خريطة كاملة للمغرب غير منقوصة”.
وأضاف في حديثه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن ترامب من هذه الزاوية يعتبر صديقا للمغرب، لكون مقاربته في إنهاء مشكل الصحراء المفتعل متطابقة مع وجهة النظر المغربية، وهذا من شأنه أن يسهم في الدفع بوضع حد لهذه القضية، التي وصلت لمراحلها النهائية بعد الاعتراف التاريخي لفرنسا.
وفي نفس السياق، اعتبر لبكر أن الموقف الأمريكي المؤيد لمقاربة المغرب هو موقف دولة، بدليل أن إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية أبقت على مقاربة ترامب خلال ولايته السابقة ولم تغير فيها شيئا، مشيرا إلى أن تعاملها كان مشوبا بنوع من الحذر إذ لم تقدم فيها على خطوة أخرى نحو الإمام.
ويرى أستاذ القانون العام، أن العمل على استصدار قرار إيجابي من مجلس الأمن لصالح مغربية الصحراء، سيخرج ملف القضية من دهاليز اللجنة الرابعة بالجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة والمعنية بقضايا تصفية الاستعمار، مؤكدا أن خروجها يعني الطي الأممي النهائي لهذا الملف.
وعبر لبكر لـ”سفيركم” عن تفاؤله تجاه القيادة الأمريكية الجديدة، لكنه نبه لضرورة مواصلة الآلة الديبلوماسية ليقظتها وتتبعها الدقيق لتطورات الملف وأن لا تستكين للنجاحات التي حققتها إلا بعد الإعلان الرسمي من طرف الأمم المتحدة على أن ملف الصحراء المغربية، ملف لا يتعلق بقضية من قضايا تصفية الاستعمار.
وأرجع ذات المتحدث أهمية مواصلة حصد الإنجازات الديبلوماسية إلى مسألة أن العلاقات الدولية، قد تتبدل فيها المواقف بين عشية وضحاها تبعا لتغير المصالح.
تعليقات( 0 )