خبيرة اجتماعية لـ”سفيركم”: إحباط الشباب وراء محاولات الهجرة الجماعية نحو سبتة

قالت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، بشرى المرابطي، إن من أبرز الأسباب التي تدفع العديد من الشباب إلى المغامرة بأرواحهم من أجل الهجرة إلى الضفة الأخرى هو الإحباط العالي الذي يعانون منه.

وأضافت المرابطي في حوار مع جريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن هذا  الإحباط لدى الشباب “يولد حالة الحزن والغضب والرغبة في المغامرة حتى الموت”، مشيرة إلى أنه لا يجب أن ننسى أنهم يحاولون مرات عدة البحث عن الاستقرار المهني، وكلما فشلت محاولاتهم كلما ازدادوا إحباطا.

كما أشارت الخبيرة ذاتها في نفس السياق، أن من بين هؤلاء الشباب”نسبة كبيرة عاشت تجربة السجن فيجدون صعوبة في إيجاد عمل وتقبل المجتمع لحالتهم”،  مما يشكل صعوبة في التكيف النفسي والاجتماعي وبالتالي يفكرون في الهجرة.

وقالت بشرى المرابطي الأخصائية النفسية، إن أغلب هؤلاء الشباب لا يتوفرون على شهادات مهنية “فمن خلال اطلاعي على شهادات المهاجرين بملاجئ القاصرين بإسبانيا خاصة، تبين أنه بعد استقبالهم بمراكز الإيواء يتم تلقينهم اللغة وتعلم حرف مهنية” مبرزة أن هذا يعني أن جل المهاجرين غير النظاميين، كانوا يعانون البطالة والهشاشة والهدر المدرسي وفي بعض الأحيان الأمية وتجربة السجن والإدمان وغياب التكوين المهني.

وأبرزت المرابطي في حديثها، أن هذا الأمر يسائل السياسات العمومية خاصة على مستوى التعليم، فعندما يفشل التلميذ بالدراسة لا يتم توجيهه للتكوين المهني وهو ما يدل على غياب علاقة وطيدة بين “مغادرة الدراسة والولوج للتكوين المهني”، مؤكدة على أن الهدر المدرسي والبنية النفسية الهشة يصبحان بوابة للولوج إلى عالم المخدرات وارتكاب جرائم وجنح تؤدي إلى السجن.

وأوردت المتحدثة ذاتها أن هذا ما يضع هؤلاء الشباب أمام عالمين “عالم الضياع في بلدهم الأصل وعالم يغامر من أجله، مع احتمالية العيش والاستقرار ولو بإمكانية 50 بالمئة، مختارين الهجرة وهم في أشد الوعي بإمكانية نجاحها أو فشلها”.

وشددت المرابطي على أن ما يقع في هذه الأيام بالفنيدق، يسائل الدولة ويفرض عليها وضع خطة مستعجلة في إطار توفير البديل، بعيدا عن الخطة الأمنية والتطويق الأمني، فبعد إفشال خطتهم وعودتهم لبيوتهم وأسرهم “يُحتمل أن يلجأوا للمخدرات مع نسبة مرتفعة من اليأس”، أو الإقدام على سلوكيات غير سليمة ومضادة للمجتمع وربما الاعتداء على الملك العمومي.

وختمت بشرى المرابطي في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن من الممكن أن تظهر على الراغبين في الهجرة بالطريقة غير النظامية، مشاكل نفسية مع ذواتهم ومحيطهم الأسري لذلك، “وجب إيجاد بديل مستعجل لما بعد هذه المحاولة الجماعية للهجرة، فلا يمكن تطويقها إلا بالعمل على توفير العيش الكريم الذي يرغب فيه هؤلاء الشباب الذين اختاروا المغامرة بحياتهم”.

تعليقات( 0 )