أظهرت دراسة علمية حديثة أن نموذج الذكاء الاصطناعي المتقدم “GPT-4.5” من شركة “OpenAI” نجح ليس فقط في اجتياز اختبار تورنغ، بل تفوق على البشر أنفسهم في إقناع الآخرين بكونه إنسانا.
اختبار تورنغ، الذي وُضع عام 1949، يُستخدم كمقياس لقدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تقليد السلوك البشري من خلال المحادثة، بحيث لا يستطيع الإنسان التمييز بين الطرف الحقيقي والذكاء الاصطناعي.
ووفقا لما ورد في ورقة بحثية أولية لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، ونقلته مجلة “نيوزويك”، فقد تمكن “GPT-4.5” من إقناع المشاركين بأنه إنسان حقيقي بنسبة بلغت 73%، عندما تم تعيين شخصية افتراضية له ليتقمصها، مثل مستخدم شاب واع ثقافيا. وهي نسبة تفوق المعدل المتوقع البالغ 50%، بل وتفوق الأداء البشري نفسه في بعض الحالات.
الدراسة قارنت بين عدة نماذج لغوية، من بينها “GPT-4o” و”LLama 3.1-405B” من ميتا، والنموذج الكلاسيكي “ELIZA”. وأظهرت النتائج أن أداء الذكاء الاصطناعي يتحسن بشكل ملحوظ عندما يُعطى سياقًا أو شخصية محددة، في حين ينخفض بشكل كبير بدون هذا التوجيه، حيث سجل “GPT-4.5” نسبة 36% فقط في هذا الوضع.
بدوره، اعتبر كارستن جونغ، الخبير في الاقتصاد الكلي والذكاء الاصطناعي بمعهد أبحاث السياسة العامة البريطاني، أن ما كشفته هذه الدراسة يمثل خطوة هائلة في تطور الذكاء الاصطناعي، قائلا: “الناس باتوا غير قادرين على التمييز بين الإنسان والآلة. بل في بعض الأحيان، يبدو الذكاء الاصطناعي أكثر إنسانية من البشر أنفسهم”.