فئران بحجم القطط في أولمبياد باريس.. ما قصة فرنسا مع الجرذان؟

تعد العاصمة الفرنسية باريس، من أكثر المدن رومانسية في العالم، التي تربطها علاقة خاصة بالفئران والجرذان، كما تشير لذلك مجموعة من الأحداث التاريخية أو الأعمال الفنية كالفيلم الشهير “راتاتوي”، ولعل آخرها الضجة التي حدثث مؤخرا بسبب ظهور فئران بحجم القطط في أولمبياد باريس 2024.

ومع انطلاق أولمبياد باريس، تحاول سلطات المدينة العمل جاهدة على تقليل أعداد الفئران المنتشرة في المدينة التي ستكون تحت الأضواء بسبب استضافتها واحدة من أكبر الأحداث الرياضية في العالم، التي تجمع شخصيات رياضية وديبلوماسية وثقافية من دول مختلفة من العالم، ما يمكن أن يؤثر على سمعة فرنسا دوليا.

وفي هذا الصدد، قالت آن كلير بوكس، نائبة رئيس بلدية باريس المسؤولة عن الصحة العامة، في مقابلة لها مع وكالة الصحافة الفرنسية يوم الثلاثاء : “تم القيام بمسح لجميع مواقع الأولمبياد ومناطق الاحتفال بحثا عن الفئران، قبل انطلاق الألعاب الأولمبية”.

وتعتبر الفئران عنصرا غير مرغوب فيه ولكنه يرتبط بمدن عالمية، مثل: باريس ونيويورك، وقد عانت العاصمة الفرنسية، التي تعتبر مدينة الحب العالمية، لفترة طويلة من انتشار القوارض بشكل كبير بسبب تراكم النفايات في زوايا الشوارع.

وفي سنة 2017، قامت المدينة بتنفيذ خطة لمنع الفئران من التواجد في الشوارع باستخدام صناديق نفايات محكمة الإغلاق إلى جانب عمليات إبادة جماعية، حتى أن مجموعة من النشطاء اقترحوا استخدام وسائل منع الحمل للحد من تكاثرها.

وغيرت الحكومة الفرنسية خلال الفترة الممتدة من 2021 و 2023 سياستها، ولا سيما بعدما أجريت دراسة حكومية باسم “مشروع أرماغيدون” لفحص البيئة التي تزدهر فيها الفئران، لمساعدة سكان باريس على التعايش معها.

وفي العام الماضي، اقترحت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، أن “التعايش” مع الفئران قد يكون خيارا أفضل من القضاء عليها تماما.

وتتمتع مدينة باريس بتاريخ طويل مع الفئران يعود إلى مئات السنين، حيث تشير مجموعة من المراجع التاريخية إلى أنها قد تسببت في انتشار الطاعون الدبلي، الذي أودى بحياة حوالي نصف سكان المدينة في القرن الرابع عشر. بينما تذكر مصادر تاريخية أخرى أن الفئران كانت أيضا مصدرا غذائيا حيويا خلال المجاعة التي عرفتها باريس خلال القرن التاسع عشر.

ويشكل التصدي للفئران مهمة صعبة، خاصة مع الطقس الدافئ للمدينة الذي يساعدها على التكاثر، لكن بعض المدن الفرنسية قد نجحت بالفعل في ذلك، حيث استخدمت أسلوب صيد القوارض، من خلال المصائد التي كانت فعالة فقط مع الفئران الصغيرة.

وما تزال قصة فرنسا مع الفئران مستمرة، حيث أن هذه القوارض قد أثارت ضجة واسعة بعد ظهورها في أولمبياد باريس، حيث كتبت مجموعة من الصحف الدولية عن الفئران التي ظهرت بحجم القطط، والتي خطفت الأضواء من فعاليات الأولمبياد، وذلك على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفرنسية قبيل انطلاق التظاهرة.

وكانت قد عملت سلطات مدينة باريس، على تنظيف شوارع المدينة وتجميل المباني القديمة، حيث أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن فريق المكافحة قد ساعد اللجنة المنظمة لأولمبياد بباريس على كيفية الحفاظ على نظافة الأماكن، إلى جانب وضعها لفريق مخصص لمكافحة البعوض النمري الذي يتسبب في “حمى الضنك”.

وقالت بوكس: “في النهاية، لا يجب أن يكون الهدف هو القضاء على فئران باريس، فهي مفيدة في الحفاظ على المجاري، لكن النقطة المهمة هي أنها يجب أن تبقى في المجاري”.

وبعيدا عن الجرذان والبعوض النمري، تواجه باريس مجموعة من المخاوف الصحية الأخرى المرتبطة بنهر السين، الذي تم افتتاحه للسباحة العامة لأول مرة منذ 100 سنة، بعدما غطست رئيسة البلدية هيدالغو في النهر قبل انطلاق الأولمبياد لإثبات أن مياهه، التي كانت قد شهدت مستويات عالية من بكتيريا الإشريكية القولونية، أصبحت آمنة للسباحة.

مقالات ذات صلة

طقس الجمعة بالمغرب.. ارتفاع نسبي لدرجة الحرارة مع سماء غائمة جزئيا

متحف الفن الإسلامي بقطر يحتضن فعالية للتعريف بالتراث والثقافة المغربية

الرباط تحتضن “خلوة أممية” لمناقشة إصلاح مجلس حقوق الإنسان والتحديات العالمية

رسميا.. مذكرتا اعتـ.ـقال ضد نتنيـ.ـاهو وغالانت من المحكمة الجـ.ـنائية الدولية بتهم ارتكاب جـ.ـرائم حـ.ـرب في غـ.ـزة

طقس الخميس بالمغرب.. ارتفاع نسبي للحرارة مع سحب منخفضة

ألمانيا تواجه أزمة اللاجئين والمهاجرين بخيام مؤقتة مع بداية فصل الشتاء

ألمانيا تواجه أزمة اللاجئين والمهاجرين بخيام مؤقتة مع بداية فصل الشتاء

إسبانيا تتخذ تعديلات جديدة لتحسين أوضاع المهاجرين

طقس الأربعاء بالمغرب.. سحب منخفضة شمالا وثلوج بقمم الأطلس

المغرب ينخرط في المبادرة العالمية لسلامة المعلومات المناخية لمكافحة التضليل البيئي

تعليقات( 0 )