يُنظر إلى شيب الشعر عادة كأحد مظاهر الشيخوخة، لكن دراسات علمية تشير إلى إمكانية تأخير ظهوره أو عكسه بشكل مؤقت تحت ظروف محددة.
ونقلت “العربية” تفاصيل بحث أُجري عام 2021، ونُشر في دورية eLife، أظهر أن تقليل التوتر قد يكون له تأثير إيجابي على إعادة تصبغ الشعر في بعض الحالات، مشيرا إلى أن أحد المشاركين في الدراسة شهد عودة لون شعره خلال إجازة قصيرة، مما يشير إلى تأثير مؤقت للإجهاد على عملية الشيب.
لكن الخبراء، حسب المصدر نفسه، يؤكدون أن هذا التغيير ليس دائمًا. فمارتن بيكارد، أستاذ الطب السلوكي المشارك في الدراسة، أوضح أن فقدان الشعر للونه غالبا ما يكون نتيجة لعملية لا رجعة فيها، مشبها الزمن بسهم يتحرك في اتجاه واحد.
والعوامل البيئية، مثل الإجهاد التأكسدي الناجم عن التلوث أو التدخين، تزيد من خطر الشيب المبكر. وفقًا لدكتورة أنتونيلا توستي، أستاذة الأمراض الجلدية، فإن إدراج مضادات الأكسدة في النظام الغذائي، مثل التوت الأزرق والبقان، يمكن أن يحد من التأثيرات السلبية للجذور الحرة التي تُضعف الخلايا.
ورغم العوامل الوقائية، يظل للشيب المبكر مكون وراثي قوي، حيث أكد دكتور جوشوا زيشنر من مستشفى ماونت سيناي أن أكثر من نصف الناس يبدأون في الشيب بحلول سن الخمسين، وأن الجينات تلعب دورا كبيرا في ظهور الشيب المبكر.
وفي حين تظل العلاجات الطبية للشيب قيد البحث، أظهرت دراسة نُشرت عام 2023 أن الخلايا الصبغية المسؤولة عن لون الشعر قد لا تموت تماما، بل قد تتركز عند جذور البصيلات. هذا الاكتشاف يفتح الباب لإمكانية إعادة تنشيط هذه الخلايا مستقبلا، حسب ما أوردته “العربية”.
حاليا، يبقى استخدام مضادات الأكسدة الموضعية على فروة الرأس وإدارة التوتر جزءا من النهج الوقائي، فيما تظل الصبغات هي الحل العملي للتعامل مع الشيب.