سلطت صحيفة لا ستامبا الإيطالية الضوء على قصة لاعب كرة القدم الإيطالي إسماعيل أبو شفرة، ذي الأصول المغربية، الذي قرر الهجرة من إيطاليا صوب المغرب للاحتراف في وطنه وحمل قميص المنتخب المغربي
وأوضحت صحيفة “لا ستامبا” في مقال نشرته بعنوان “إسماعيل بوشفرة.. رحلة عكسية بحثا عن حلم الاحتراف في المغرب”، أنه في العادة ما تكون الهجرة من المغرب نحو إيطاليا، لكن في حالة إسماعيل فقد قرر الهجرة إلى المغرب ليصبح لاعبا محترفا في كرة القدم.
وواصلت الصحيفة أن إسماعيل بوشفرة، من مواليد سنة 2001 في مونفيراتو بإيطاليا، لأب مغربي هاجر إلى إيطاليا قبل ثلاثة عقود، وأم من أصول صقلية، مشيرة إلى أنه عشق كرة القدم منذ صغره، وبدأ مشواره مع نادي كازالي، ثم انتقل إلى “الدرجة الممتازة” (Eccellenza).
وأضافت “لا ستامبا” أن إسماعيل لعب مع نادي فالينزانا، وترينو ثم أندية أخرى في لومبارديا، كما واجه صعوبة في التوفيق بين العمل وكرة القدم ودراسة علوم الحركة الرياضية في تخصص كرة القدم، ما اضطره إلى التراجع إلى دوري الدرجة الأولى مع نادي “JCP”.
والتقى إسماعيل بوشفرة في الفترة التي قضاها مع نادي “JCP”، باللاعب المغربي السابق أحمد الأطلسي، الذي سبق له وكان لاعبا في المنتخب المغربي، والذي نصحه بخوض تجربة في الدوري المغربي.
وقال إسماعيل للصحيفة: “كنت أزور المغرب خلال العطل، لكنه كان مجرد مكان للعطل العائلية، لكنني شعرت هذه المرة برغبة قوية في اكتشاف جذوري الحقيقية، فطلبت من والدي مساعدتي في إيجاد فرصة هناك”.
وقرر اللاعب الشاب في صيف سنة 2023، ترك وظيفته والانتقال إلى المغرب، قائلا: “عائلتي بكت عند رحيلي، وكنت أسأل نفسي: هل هذا هو القرار الصحيح؟”، مبرزا أنه على الرغم من العروض التي تلقاها من أندية مغربية من الدرجة الثانية، قرر بدء مشواره من الدرجة الرابعة، ليشق طريقه من الصفر.
وذكر لـ”لا ستامبا” أنه واجه صعوبات كبيرة في البداية، ولا سيما تلك المتعلقة بالتأقلم مع نمط الحياة الجديد، والتواصل داخل الملعب وخارجه بسبب ضعف لغته العربية والفرنسية، إلى جانب الاختلاف في أسلوب اللعب مقارنة بإيطاليا.
ووصف إسماعيل الدوري المغربي بأنه تقني ومليء بالمفاجآت، حيث يمكن أن تنقلب نتيجة المباراة في أي لحظة بسبب فقدان الفريق للتركيز، مستدركا أنه يحظى بجماهير شغوفة وحماسية، إذ قال: “لا نلعب أبدا أمام أقل من 1500 متفرج”.
وأردف قائلا: “أسكن بجوار ملعب عمومي، وأرى الأطفال يلعبون هناك منذ الصباح الباكر، كلهم يحلمون بأن يصبحوا نجوما يوما ما”.
ووقع إسماعيل، في الموسم الماضي، مع فريق تمارة، حيث تعيش جدته من جهة الأب، التي كانت سعيدة بوجود حفيدها قريبا منها، لكنه اضطر في يناير الماضي إلى مغادرة النادي بسبب مشاكل إدارية، لينضم إلى فريق “الگرعة” الذي ينتمي إلى نفس الدرجة، مردفا أنه يذهب بشكل أسبوعي لزيارة أسرته.
وشدد على أنه غير نادم عن قرار الابتعاد عن كرة القدم الإيطالية، قائلا: “لا، لست نادما. أتدرب هنا بشكل يومي، والمرافق جيدة. أريد فقط تحقيق حلمي، ولو تطلّب الأمر السفر إلى أي بلد آخر، حتى لو كان الدنمارك حيث يعيش عمي. الطقس هناك بارد، لكن من يدري؟ لو حصلت على فرصة، لماذا لا أجرب؟”.
وخلص بالإشارة إلى أنه سيبقى متشبتا بطموحه، حيث قال: “ليس لدي وكيل أعمال، عندما أحصل على عقد كبير، سيكون والدي هو من يدير أموري. حلمي هو أن أصبح لاعبا محترفا، والأهم من ذلك، أن أرتدي يوما ما قميص المنتخب المغربي”.