مثقفون وصحفيون: خطوة العفو الملكي على صحفيين ونشطاء جيدة للغاية

أشاد العديد من المغاربة بالخطوة الهامة التي قام بها الملك محمد السادس، بمناسبة مرور ربع قرن على اعتلائه للعرش، حيث أصدر مساء أمس الإثنين عفوا ملكيا شمل صحفيين ونشطاء، وبهذه المناسبة اعتبر هؤلاء المغاربة هذه الخطوة إيجابية، مؤكدين أن حرية التعبير تعد من الأسس الجوهرية لأي دولة تسعى لتحقيق الديمقراطية الكاملة.

وفي هذا السياق، عبر مجموعة من المثقفين والصحفيين عن رأيهم بخصوص هذا العفو الملكي، وقال الصحفي والكاتب سعيد منتسب في تصريحه لـ “سفيركم” : “أتمنى بالفعل أن يكون العفو الملكي في حق هؤلاء الصحافيين والنشطاء تعبيرا لا رجعة فيه، عن انفراج سياسي حقيقي، الحرية هي المبدأ، والتعبير عن الرأي وممارسة الاختلاف لا تستقيم أي ديمقراطية حقيقية إلا بهما، حرية التعبير شيء مطلوب، وطبخ الملفات على خلفية إرغام الجميع على الامتثال والصمت والإغفال لن يفيد الدولة التي تريد أن تكون قوية وعادلة في شيء”.

وأضاف منتسب “الدولة الديمقراطية تشجع الاختلاف وتدافع عن الحق في التعبير، وهذه هي هيبتها الحقيقية، وليس إبطال أي صوت معارض، فهل يمكن أن نتصور دولة ديمقراطية دون معارضة؟ لا نريد للمغرب أن يكون دولة شمولية، ولا نريد للحزب الواحد أن يتسيد على أفكارنا وعقولنا وبلادنا”.

وفي سياق متصل، عبر منتسب عن سعادته بهذا العفو متمنيا “أن يشمل لاحقا معتقلي الريف الذين بينت الوقائع أنهم انتفضوا ضد “الحكرة” والفساد، فلا أحد ينكر الآن، حتى رئيس الدولة نفسه، أن محاربة الفساد واجب وطني، وهؤلاء الشباب لم يقوموا إلا بواجبهم الوطني ضد لوبي الفساد.. نتمنى أن يكون هذا العفو انطلاقة لمغرب جديد، المغرب الذي نحلم به، المغرب الذي يتسع صدره لجميع الأفكار و الحساسيات..”.

أما الصحفي إسماعيل عزام قال لسفيركم : “خطوة العفو الملكي عن الصحفيين وعدد من المعتقلين السياسيين خطوة جيدة للغاية، وأراها تصحيحا جزئيا لوضع مختل لم يكن يشرف صورة المغرب، إذ انتقلت صورته من بلد منفتح سياسيا وإن كان ذلك نسبيا إلى بلد يسجن فيه الصحفيين بسبب عملهم والناس عموما بسبب آرائهم، لذلك الخطوة تحمل رمزية كبيرة خصوصا لتزامنها مع ربع قرن من حكم الملك محمد السادس، وأتمنى أن تكون هذه الرمزية دافعا لطي صفحة الاعتقالات السياسية بشكل نهائي”.

وأشار عزام إلى أن “الدولة عموما يجب أن تعي أن التعبير عن الرأي وأن العمل الصحفي لا يهدّد أيا كان، بل إن ارتفاع سقف الحرية في النقاش العمومي أمر إيجابي للغاية ومن شأن دعم أوراش الإصلاح التي بدأت في أكثر من قطاع. لذلك وكما كانت خطوة أمس شجاعة للغاية، خصوصا مع تعدّد محاور مقاومة الإصلاح، نتمنى أن تشكل حافزا لإطلاق معتقلي حراك الريف وبقية المعتقلين السياسيين”.

وأوضح الصحفي إسماعيل عزام على أن فرحة الناس عموما بهذا الخبر “تؤكد من جهة أن حملات التضليل وتشويه صورة المعتقلين لم تنجح، ومن جهة تؤكد أن هناك إيمانا جماعياً بأن ما جرى في السنوات الأخيرة خلق جوا من الإحباط ومن الاختناق. الكرة الآن في ملعب الدولة التي تملك حكماء كثر قادرون على الوعي بأهمية هذه اللحظة من تاريخ المملكة”.

وسبق للصحفي مصطفى الفن أن نشر تدوينة له لحظة خبر العفو عن المعتقلين الصحفيين والنشطاء على حسابه فايسبوك معبرا عن فرحه بهذا العفو “ماذا أقول عن هذه الأخبار السارة التي تتحدث عن عفو ملكي على الصحافيين المعتقلين بمناسبة مرور ربع قرن من حكم محمد السادس؟ أتحدث هنا بالتحديد عن الزملاء توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي محمد رضا الطاوجني..حقيقة، أنا فرح جدا جدا بهذه الالتفاتة الملكية النبيلة والإنسانية.. وطبعا لا أملك سوى أن أقول للملك الصالح والمصلح: “شكرا جلالة الملك”.

أما الصحفي ياسين عدنان فقد اعتبر العفو الملكي فرحة تثلج الصدر وأن الحرية تليق بهؤلاء الصحفيين والنشطاء من خلال تدوينة له على فيسبوك كاتبا ” الحرية جديرةٌ بكم. أدَّيتم الثمن باهظا وصمَدْتُم. قلوبُنا ظلّت تخفق لأجلكم. تعتصرُ ألمًا كلما اشتدّت مِحَنُكم. الحرية جديرةٌ بكم، وأنتم جديرون بها. فاسمحوا لنا أن نُعلن ابتهاجنا ونحن نراكم تعانقونها اليوم بفرح وكبرياء. هذا العفو الملكي أثلجَ صدورنا فعلا. مبروك توفيق بوعشرين. مبروك سليمان الريسوني. مبروك عمر الراضي. مبروك رضا الطاوجني. مبروك يوسف الحيرش. مبروك سعيدة العلمي. وعقبى لنشطاء حراك الريف”.

يذكر أن الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، أصدر عفوه على عدد من المعتقلين من الجسم الصحافي، والنشطاء الذين ذاع صيتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين الأسماء المستفيدة، توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، إضافة إلى نشطاء، مثل رضا الطاوجني ويوسف الحيرش.

مقالات ذات صلة

المتقاعدون يعودون للإحتجاج أمام البرلمان

التلقيح ضد الإنفلوانزا الموسمية.. حمضي ل"سفيركم": قد تكون مميتة وحان وقت التطعيم

الإنفلونزا الموسمية: بين الوقاية بالتطعيم وخطر المضاعفات القاتلة

الحنصالي: التعليم الخصوصي استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري وليس في الأموال

الشافعي: أثمنة اللحوم لن تنخفض مباشرة بعد الاستيراد وعلى الحكومة تسقيف الأسعار

جدل تدريس الأساتذة بالقطاع الخاص.. السحيمي لـ”سفيركم”: الأمر ليس مستجدا

الشامي: 86 في المائة من المغاربة مدمجون في التأمين الإجباري عن المرض

المغرب يحقق تقدما في مؤشر الأداء المناخي ويواصل ريادته في مجال الحياد الكربوني

فرض ضريبة 30% على “المؤثرين”: محامي يكشف التحديات الجديدة في القطاع

المجلس الاقتصادي: الطفل المغربي ضحية لمنصات التواصل بسبب ضعف آليات الرقابة

تعليقات( 0 )