ياسين حكان*
أثارت فاجعة أسفي الكثير من الجدل في الأوساط التربوية أثناء اجتياز امتحانات البكالوريا لهذه السنة، بعدما أقدمت تلميذة على الانتحار، وخلفت ردودا متباينة جراء هذا الحادث المأساوي.
لتعميق النقاش في الموضوع، أوردت المحللة النفسانية حنان درقاوي، في حديث لموقع سفيركم “أن حالة هذه التلميذة تشير إلى فشل المتابعة النفسية والاجتماعية للمراهقين في المدارس”. مبرزة أن “هاته الفتاة كان يجب أن تعرض على المساعدة النفسية بعد إخراجها من القسم وتعرضها للوصم أمام زملائها”.
وأردفت الباحثة في علم النفس الإكلينيكي أن “هاته الواقعة تساءل المنظومة التعليمية وإجراءاتها أمام الغش. لابد من معاقبة الغش بالموازاة مع ذلك وجب مراعاة هشاشة المراهق. هاته الحالة تسائل أيضا الأسر والضغوطات التي تضعها على عاتق أبناءها من أجل نيل شهادة الباكالوريا التي تعتبر مفتاح الحياة العملية”.
وسجلت المتحدثة كذلك “أن هاته الحادثة تسائل تمثلات المراهق المغربي عن ذاته؛ فهاته الفتاة لم تكن ترى لها من قيمة أو استحقاق ذاتي خارج الشهادة والنقط؛ هذا التماثل بين الذات والنقط يسقط مساحة حب الذات وتقديرها وتقدير هدية الحياة التي منحنا إياها”. وبينت المعالجة النفسية أن “هذه الفاجعة عليها أن تقود وزارة التربية الوطنية إلى مراجعة منظومتها العقابية وكذا توسيع مجال التدخل النفسي والاجتماعي وعدم اعتماد أشكال الوصم الذي يؤثر سلبا على شخصية المراهق”.
وفي ذات السياق، أوضحت المتحدثة “هاته الفتاة لن تعود إلى الحياة للأسف، ولكن ليكن موتها عبرة وأن يدق جرس الخطر في شأن منظومتنا التعليمية والأسرية، وعدم الضغط على مراهقينا من أجل النقط و(تحمار الوجه)”.
وعزت الباحثة في علم النفس العيادي أسباب انتشار هذه الظاهرة في صفوف الممتحنين «كل هذه العبارات تثقل كاهل الممتحن مع هشاشة مرحلة المراهقة واضطراب صورة الذات وقيمتها لدى المراهق، رفقا بأبنائنا ولنتح لهم مواكبة نفسية ودعما أسريا وحبا غير مشروط سواء حصلوا على نقط عالية أو لم يحصلوا عليها، وحده الحب غير المشروط والاحتضان يحمي الإنسان من غريزة الموت القابعة بداخله، لنمنح غريزة الحياة والتطور والتمتع بالحياة من خلال الحب والمواكبة النفسية للممتحنين فرصة التطور وقيادتهم إلى تحقيق أحلامهم”.
*كاتب وباحث