جمع أمس الثلاثاء لقاء بين وزير الخارجية التونسي، محمد على النفطي، ونظيره المغربي، ناصر بوريطة، على هامش أشغال المؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، بالعاصمة الصينية، بكين، والذي انعقد تحضيرًا لقمة هذا المنتدى التي انطلقت اليوم الأربعاء بمشاركة رئيس الصين وزعماء الدول الإفريقية.
وقالت الخارجية التونسية في بلاغ لها، إن النفطي التقى مع “عدد من نظرائه من الدول المغاربية والافريقية تناول معهم علاقات الأخُوّة والتعاون القائمة بين تونس وهذه الدول وسبل تعزيزها”، وقد أرفقت بلاغها بصورة للنفطي مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وهما يتبادلان النقاش.
ويأتي هذا اللقاء في وقت لازالت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين المغرب وتونس، لم تعد إلى “طبيعتها” منذ أزيد من سنتين، بعدما أقدم الرئيس التونسي، قيس سعيد، على خطوة مفاجئة أثارت غضب الرباط، وتمثلت في استقباله لزعيم البوليساريو، استقبالا رسميا للمشاركة في قمة “تيكاد 8” التي احتضنتها تونس بشراكة مع اليابان.
وشكلت تلك الخطوة من الرئيس التونسي، نقطة تحول “غير مسبوقة” في العلاقات التونسية المغربية، التي اتسمت – إلى غاية استقبال قيس سعيد لزعيم البوليساريو- بالأخوة والصداقة المتينة على جميع المستويات، وكانت تونس دائما تلجأ إلى الحياد الإيجابي في قضية الصحراء المغربية حفاظا على علاقاتها الجيدة مع بلدان الجوار.
وكانت العديد من الأطراف السياسية التونسية، قد انتقدت ما أقدم عليه الرئيس التونسي أنذاك، وفي الوقت ذاته، قالت تقارير إعلامية، إن قيس سعيد قام بتلك الخطوة بإيعاز من الجزائر، ولا سيما أن تلك الخطوة جاءت بعد حصول تونس على قروض من الجزائر بفوائد تفضيلية، لتجاوز أزماتها الاجتماعية والاقتصادية الداخلية.
غير أنه في الفترة الأخيرة، سجل ملاحظون، وجود ما يُشبه مؤشرات على عودة تونس إلى وضعها السابق في قضية الصحراء، ورغبتها في إصلاح العلاقات مع المغرب، حيث لم يُسجل عليها أي موقف جديد مساند للبوليساريو بعد الاستقبال الشهير.
كما أن تونس خرجت في الشهور القليلة الماضية، بتصريحات رسمية أكدت فيها أن لا رغبة لها في تشكيل تكتل جديد مع الجزائر وليبيا ليكون بديلا لاتحاد المغرب العربي، واعتبرت أن الاجتماعات الثلاثية هي اجتماعات تشاورية فقط.
ونسفت تونس بتلك التصريحات النية الحقيقية وراء رغبة الجزائر في إنشاء تكتل ثلاثي، حيث كان الهدف منه تهميش المغرب، غير أن هذا الهدف، وفق العديد من المتتبعين، كان محكوما عليه بالفشل من البداية، بعدما رفضت موريتانيا المشاركة فيه، وخروج ليبيا مباشرة بعد الاجتماع الأول لتؤكد تشبتها بالاتحاد المغاربي الخماسي.
لقاء وزير الخارجية التونسي مع نظيره المغربي، أمس الثلاثاء، يأتي في هذا “السياق التونسي” الذي يُعطي انطباعات برغبة في إصلاح العلاقات مع المغرب، وإصلاح “خطأ قيس سعيد” الذي لم يعد يحظة بإجماع داخل تونس كرئيس للبلاد، فهل تقترب عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين المغاربيين؟
تعليقات( 0 )