إنهاء الجنود المغاربة لنظام هتلر النازي.. بين الحقيقة والخيال

مع إحياء الذكرى الـ79 لنهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على ألمانيا، تعود إلى الأذهان مشاركة الجنود المغاربة إلى جانب فرنسا التي قررت الاستعانة بقوات مغاربية من المغرب، وتونس، والجزائر في حربها على النظام النازي، وتختلف الروايات حول دور الجنود المغاربة في هذه الحرب، بين من يؤكد أن مشاركتهم كانت محورية، وبين من يقول أنها محدودة، فما الحقيقية؟

بسالة مغربية ونظرة من التاريخ

تشير مجموعة من المصادر التاريخية إلى أن الدور الذي لعبه الجنود المغاربة في حرب الحلفاء على النظامين النازي والفاشي، خلال الحرب العالمية الثانية كانت محورية، إذ كانت أبرز إنجازاتهم إسقاط خط جوستاف الألماني، الذي كانت فرنسا قد كلفتهم بمهمة السيطرة على قمة كاسينو، التي كانت تعد قلب دفاع خط جوستاف، لا سيما وأنها كانت محصنة بحواجز إسمنتية ومواقع مدفعية وأسلاك حديدية شائكة، كما تألقوا في إنزال بروفانس، ومعركة جومبلو في الأراضي البلجيكية.

وبالعودة إلى التاريخ، فقد جاء انضمام المغاربة إلى فرنسا بعدما دعا الملك محمد الخامس في شتنبر 1939 في بيان أصدره آنذاك و تم تداوله في كافة المساجد المغربية، (دعا) المغاربة إلى الانضمام إلى فرنسا في حربها ضد النظامين النازي والفاشي، فقوبل طلبه بالاستجابة، إذ استجاب حوالي 85 ألف جندي مغربي لندائه.

وقامت فرنسا آنذاك بتكوين جيش كبير يتجاوز 350 ألف جندي من مواطني الدول المغاربية الثلاث ويتعلق الأمر بفرقة المشاة الرابعة التونسية، وفرقة القوم المغربي، ثم فرقة المشاة الجزائريين.

وعن مشاركة الجنود المغاربة في الحرب العالمية الثانية، قال المؤرخ المغربي عبد الحق المريني، في مؤلفه “الجيش المغربي عبر التاريخ”، أنه “لعب دورا هاما في الحرب العالمية الثانية وأعان الحلفاء على الإنزال بالجيوش الهتليرية هزيمة تاريخية، مخلفا في ساحات الوغى ما بين سنتي 1939و1945 ما يناهز 8000 قتيل و28000 جريح و7000 أسير، وإن لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل”.

وأكد في مؤلفه أنه في إطار الاعتراف بجميل الجنود المغاربة فقد ”قام الجنرال الفرنسي ديغول بتوشيح السرية الأولى من الفيلق الثالث للفرسان المغاربة عندما قام بتفقد فيلق الحملة الفرنسية يومي 17 و18 ماي 1944″.

رواية فرنسية

في الوقت الذي تقول فيه مصادر تاريخية مغربية أن مشاركة الجنود المغاربة في الحرب العالمية الثانية لم يتم الاعتراف بها بالقدر المطلوب، تشير مصادر فرنسية إلى أن عدد المحاربين المغاربة القدامى داخل الجيش لم يتجاوز 12 ألفا، لاسيما المشاركون في حرب الهند-الصينية، إلى جانب وفاة 20 ألف شخص، وذلك وفق ما كان قد كشف عنه تحقيق شامل أجرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، الذي يحمل عنوان: “بالمغرب، فرنسا ظلت وفية لجنود التحرير”.

خسائر بشرية ثقيلة

وقُدرت الخسائر البشرية التي طالت الجنود المغاربة الذين وهبوا حياتهم لمساعدة فرنسا في حربها على النظام الفاشي والنازي، بحوالي 2883 قتيلا، إضافة إلى 12495 جريحا، و474 مفقودا.

مقالات ذات صلة

رغم وقف تنفيذه.. تقرير يرصد معاناة المحكومين بالإعدام بسجون المغرب

رسميا.. الحكومة ترفع ثمن “البوطا” إلى 50 درهما ابتداء من الإثنين

طقس بارد مصحوب بزخات مطرية في مناطق متفرقة بالمملكة

وزيرة الثقافة الفرنسية تزور الجناح المغربي بمهرجان “كان” السينمائي

لمحاربة الجرائم الرقمية إطلاق منصة رقمية جديدة تحمل اسم “إبلاغ”

المديرية العامة للأمن الوطني تطلق منصة جديدة للتبليع عن الجرائم الرقمية

حيار: برنامج “جسر” يركز على “التربية الوالدية” للأسرة

طقس حار نسبيا مع توقعات بتساقطات مطرية متفرقة بالمملكة

جامعة محمد الخامس

تصنيف دولي يضع جامعة محمد الخامس ضمن الأفضل قارياً ودولياً

الإعدام

تقرير يكشف آثار عقوبة ’’الإعدام’’ على المحكومين وذويهم بالمغرب

ذكرى 16 ماي.. أحداث أليمة صنعت منظومة أمنية مغربية متطورة

مزور: المغرب اختار الانتقال إلى السرعة القصوى في مجال الطاقات المتجددة

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)