يشكل مشروع تصميم التهيئة لسنة 2025 لمقاطعة المعاريف محطة أساسية في مسار إعادة هيكلة المنطقة وتطويرها، ضمن رؤية تروم تحقيق توازن بين التوسع العمراني وتحسين جودة العيش.
فمن خلال وثيقة عمرانية مفصلة تغطي مناطق واسعة من هذه المنطقة من العاصمة الاقتصادية، تسعى السلطات إلى تحيين التصاميم التوجيهية وجعلها أكثر ملاءمة للتحولات السكانية والاقتصادية التي تعرفها المدينة.
ويأتي المشروع في إطار سياسة تروم عقلنة استعمال الأراضي وتوجيه الاستثمار نحو مجالات ذات أولوية، عبر إعادة تصنيف مجموعة من المناطق الحضرية، وتخصيص مساحات جديدة للمرافق العمومية، والمناطق الخضراء، والمشاريع السكنية والتجارية.
وتبرز الوثيقة توجها واضحا نحو تكثيف البنية السكنية في عدد من الأحياء عبر رفع عدد الطوابق المسموح بها وتحويل مناطق الفيلات إلى مناطق عمارات، بهدف الحد من التمدد الأفقي واستغلال العقار بشكل أنجع.
وعرفت أحياء بارزة تغييرات ملموسة في التنطيق:
• المعاريف والمعاريف الممدد: توسعة المحاور الطرقية الكبرى، إحداث مرافق صحية وثقافية ومساحات خضراء جديدة.
• النخيل: رفع الكثافة العمرانية إلى عمارات من فئة R+10 وR+12، وإعادة تخصيص بعض المرافق لمشاريع سكنية وفندقية.
• درب غلف: خضع لإعادة هيكلة شاملة، مع فتح طرق جديدة وتخصيص فضاءات خضراء ومرافق عمومية.
• منطقة المستشفيات: تحولت من طابع سكني منخفض الكثافة إلى منطقة عمارات من ثلاث طوابق، مع إنشاء ستة مرافق عمومية.
• باشكو: برز كمجال حضري جديد يضم مشروعًا متكاملا بمساحة 11 هكتار، يجمع بين المرافق الرياضية والساحات العامة والمساحات الخضراء.
• الوازيس وبولو: رغم محدودية التغييرات، شهدتا إدماج مرافق رياضية وثقافية جديدة، في احترام لطابعها السكني المحافظ.
وسجل المشروع ما مجموعه 301 ملاحظة وتعريض من طرف المواطنين والهيئات، توزعت بين ملاحظات حول التنطيق والمرافق والحفاظ على الطابع العمراني.
وتصدرت منطقة الوازيس لائحة الملاحظات بنسبة 25%، تلتها باشكو بـ22%، ما يعكس حيوية التفاعل المحلي ووعي الساكنة بأهمية القرارات العمرانية وتأثيرها على جودة الحياة.
ورغم التوجه نحو التجديد، حرص المشروع على صون البنايات التاريخية المصنفة في عدة مناطق، إدراكا لأهمية الموروث المعماري في هوية المدينة.
وقد شملت عمليات الجرد عشرات البنايات في المعاريف، النخيل، درب غلف والمستشفيات، التي سيتم الحفاظ عليها أو إدماجها في تصاميم حديثة تحترم خصوصيتها التاريخية.
ويبرز تصميم التهيئة لسنة 2025 طموحًا واضحا لجعل الدار البيضاء مدينة حديثة ومنظمة، تقوم على تنمية عمرانية مستدامة تراعي حاجيات السكان والبيئة والذاكرة التاريخية في آن واحد.
فبين التوسع الرأسي وتوفير المرافق العامة، يسعى المشروع إلى تحقيق عدالة مجالية تعيد توزيع الوظائف الحضرية، وتعزز جاذبية المدينة كمركز اقتصادي وثقافي رائد.

 
		