قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في مقطع ڤيديو نشره على صفحته الرسمية عبر منصة التواصل الاجتماعي ” فايسبوك” ، إن السياسة في المغرب يجب أن تبنى على “المعقول” وليس على “اللعب”، داعيا وزير الداخلية إلى اعتماد الوضوح والصراحة في تدبير الشأن السياسي والانتخابي.
وأفاد بنكيران، في تعليقه على وزير الداخلية بخصوص الانتخابات المقبلة متطرقا لنقطتين أساسيتين، أولهما تتعلق بما وصفه بـ”التشكيك في الانتخابات”، وهو الأمر الذي من المرتقب أن يجرمه مشروع قانون جديد بعقوبة تصل إلى خمس سنوات سجنا، والثانية مرتبطة بـ”اللوائح الخاصة بالشباب المستقلين”، مبرزا أن وزارة الداخلية لا يمكن أن تحرم الناس من التشكيك في الانتخابات، إذا كانت تتوفر على معطيات تدعم ذلك.
وبخصوص النقطة الثانية التي تطرق إليها بنكيران، أعرب عن استغرابه بقضية دعم الشباب للمشاركة في الانتخابات كمستقلين مع دعم كل مترشح بـ35 مليون سنتيم، معتبرا أن هذه الخطوة فرضتها احتجاجات “جيل زد” والدولة تحاول الاستجابة لهم بهذا القرار، غير أن هذه “الاستجابة” حسب بنكيران “غير موفقة”، وستتسبب في خلط الأوراق.
وشدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على أنه ليس خصما لوزارة الداخلية، موضحا أن هذه الأخيرة “ليست وزارة عادية، بل تعتبر من وزارات السيادة”، مشيرا إلى أن هذا الوضع “كان موضوع تفاوض تاريخي بين الراحل الحسن الثاني والأحزاب الوطنية”.
وأضاف بنكيران أنه لا يعتبر نفسه خصما لأي جهة، سواء تعلق الأمر بالحكومة أو بالأحزاب السياسية، قائلا: “أنا لست خصما لأي أحد، لكنني أستشعر مسؤوليتي كمواطن يشارك في الحياة العامة، وكأمين عام لحزب سياسي، وكشخص سبق له أن ترأس الحكومة”.
ودعا بنكيران إلى مراجعة الأمور بروح من المسؤولية، مشيرا إلى أن أخطر ما يمكن أن يقع هو “فقدان ثقة المواطنين في الدولة”، لأن ذلك، حسب تعبيره، “يضعف مشروعية الدولة نفسها”.
وفي هذا المنوال، أكد في ختام كلمته أن السياسة لا تبنى على المراوغة أو اللعب، بل على الصدق والنزاهة، داعيا وزير الداخلية إلى أن يجعل من الأخلاق أساسا لكل قانون أو إجراء تتخذه الدولة، قائلا: “الدولة هي العقل، والعقل لا يمكن أن يشتغل من دون أخلاق.

