كشفت تقارير إعلامية أن المملكة المغربية على وشك إبرام صفقة لشراء مقاتلات “F-35” الشبحية، متوقعة أن يحصل المغرب في غضون أشهر قليلة على وثيقة رسمية تؤكد شراء 32 طائرة، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 17 مليار دولار.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة “Bulgarian Military“، نقلا عن صحيفة “Identité Juive” الإسرائيلية، أن عزم المغرب إبرام صفقة شراء المقاتلات الشبحية بشكل رسمي، بعد مدة من المفاوضات، يجعله أول دولة عربية وإفريقية تقتني هذه الطائرات المتطورة، ما يعكس استراتيجية المملكة الرامية إلى تعزيز قدرات القوات العسكرية المغربية عبر تحديث ترسانته العسكرية.
وواصل المصدر ذاته أنه من المتوقع أن يتسلم الجيش المغربي وثيقة رسمية، معتمدة من إسرائيل والبنتاغون، تؤكد إتمام صفقة شراء أول حزمة من طائرات “F-35” الشبحية، من صنع شركة “لوكهيد مارتن الأمريكية”، موضحا أن هذه الصفقة التي تشمل 32 طائرة ستعوض الجيل الرابع من طائرات “F-16” التي تعتمدها القوات الجوية المغربية.
وبحسب التقرير، فقد بدأت مفاوضات هذه الصفقة في عام 2020، عندما سعى المغرب إلى الحصول على مساعدة إسرائيل لتسريع الإجراءات وتجاوز العوائق السياسية والإدارية مع السلطات الأمريكية، مضيفا أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد اجتمع في نونبر 2021 مع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، من أجل مناقشة مستقبل الأمن الإقليمي وأهمية طائرات “F-35” بالنسبة للجيش المغربي.
وذكر التقرير ذاته أن هذه الصفقة تأتي في وقت يزداد فيه التوتر بين المغرب والجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، على خلفية قضية الصحراء المغربية، خاصة في مرحلة تسعى فيها الجزائر أيضا إلى الحصول على مقاتلات سو-57 الروسية، لتكون بذلك مقاتلات “F-35″، خيارا مثاليا يقدم للمغرب مزايا فريدة بفضل قدراتها الشبحية وتقنياتها الإلكترونية المتطورة التي تجعلها صعبة الاكتشاف والاعتراض، ما من شأنه أن يصد أي تهديد محتمل من الجارة.
ولفت المصدر ذاته إلى أن مقاتلات “F-35” الشبحية، هي طائرات متعددة المهام، قادرة على تعزيز استراتيجية الدفاع والهجوم، إذ تتميز بقدرات عالية على إجراء عمليات التفوق الجوي، والضربات الدقيقة، وجمع المعلومات الاستخبارية، ناهيك عن تقنياتها المتقدمة في مجال الحروب الإلكترونية، مثل القدرة على إخفاء الرادار وأنظمة التشويش، ما يمنح المغرب ميزة تزيد من تفوقه على خصومه، خصوصا في مواجهة التهديدات الشبحية التي قد لا تتمكن الأنظمة الدفاعية التقليدية من رصدها.
وخلص التقرير إلى الإشارة إلى أن هذه الصفقة المزمع إبرامها مع شركة “لوكهيد مارتن” لشراء طائرات “F-35” الشبحية، تمثل جزءا من هذا التوجه الاستراتيجي للمملكة، لا سيما بعد اتفاقيات أبراهام في سنة 2020، ما يعكس تحولا في التحالفات الإقليمية، ففي الوقت الذي يعزز فيه المغرب تعاونه العسكري مع الغرب، ما تزال الجزائر تعتمد على شريكها التقليدي “روسيا”.