تتحمل جماعة مدينة الدار البيضاء عجز مالي يناهز 300 مليون درهم لضمان تنقل شامل ومتعدد الوسائل لفائدة المواطنين.
هذا القرار، الذي كشفته عمدة المدينة نبيلة الرميلي، يعكس توجها استراتيجيا يضع جودة العيش، حسبها، في صلب التحول الحضري الذي تشهده الحاضرة الاقتصادية للمملكة.
توضح الرميلي أن هذا الاستثمار المالي الكبير يندرج ضمن رؤية تروم توفير شبكة نقل عصرية ومنسجمة، حيث باتت الدار البيضاء اليوم تتوفر على 100 كيلومتر من خطوط الترامواي، و26 كيلومترا من الحافلات عالية المستوى للخدمة (BHNS)،
إضافة إلى أسطول يضم 700 حافلة من صنف E6. وتمكن هذه المنظومة من نقل أكثر من 750 ألف مسافر يومياً، وهو ما يعكس حجم الطلب المتزايد على خدمات النقل العمومي في مدينة تتسارع فيها وتيرة النمو العمراني والديمغرافي.
هذا التحول في قطاع التنقل لا ينفصل عن الدينامية الشاملة التي تعرفها الدار البيضاء.
فالعمدة تشير إلى أن المدينة تغيرت بالفعل خلال السنوات الأخيرة، وأن السكان وزوار العاصمة الاقتصادية يمكنهم ملامسة ذلك من خلال تسارع إنجاز الأوراش في مجالات الربط والتنقل والاستدامة.
وتبرز في هذا الصدد مشاريع البنيات التحتية الحضرية، من أنفاق وطرقات ومسارات جديدة، والتي أُنجز جزء كبير منها في وقت قياسي.
وترتكز هذه الرؤية كذلك على تعزيز الاستدامة البيئية، عبر مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة، وتوسيع المساحات الخضراء، وإحداث مركز جديد لمعالجة وتثمين النفايات، في إطار مقاربة تهدف إلى جعل الدار البيضاء مدينة أكثر صمودا وتوازنا بيئيا.
وكانت هذه التصريحات قد قُدمت خلال مشاركة الرميلي في النسخة الجديدة من سلسلة «Conférences-Débats» التي تنظمها مجلة La Vie Éco تحت شعار «الدار البيضاء في أفق 2030: وتيرة التحول تتسارع»، والتي خصصت لمناقشة التحولات الكبرى التي تعرفها العاصمة الاقتصادية للمملكة واستشراف آفاقها المستقبلية.

