كشفت صحيفة فرنسية أن المغرب يعد خيارا استراتيجيا للمتقاعدين الفرنسيين، الذين بدأوا في السنوات الأخيرة يحجون إليه تباعا، لأنه يوفر لهم حياة كريمة بتكاليف أقل من فرنسا، مؤكدة أنهم “يعيشون فيه أحلى أيامهم”.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة “Capital Français“، نقلا عن تقرير نشرته قناة “TF1” الفرنسية، أن مدينة أكادير تعد واحدة من أبرز الوجهات المغربية التي تجذب المتقاعدين الفرنسيين، حيث تضم لوحدها ما مجموعه 4000 مواطن فرنسي.
وأوضحت الصحيفة أن المغرب يتسم بمجموعة من المقومات التي تغري المتقاعدين الفرنسيين، وتجعل الحياة في المملكة أكثر سهولة وأقل تكلفة، والتي تشمل الطقس الدافئ، والشواطئ الساحرة، وكذا تكاليف المعيشة المنخفضة، مشيرة إلى تجربة إيجابية لزوجان فرنسيان قررا الانتقال إلى مدينة أكادير هربا من تكاليف المعيشة الباهظة في فرنسا.
وواصل المصدر ذاته أن الزوجين الفرنسيين ناتالي وإيف، البالغان من العمر 62 و64 سنة، يعيشان في منزل بمساحة 100 متر مربع، يتكون من غرفتي نوم وحديقة، مقابل 800 يورو شهريا، بينما لا تتجاوز فواتير الكهرباء والماء 100 يورو شهريا.
وقالت ناتالي في تصريح للصحيفة: “بـ 1000 يورو شهريا، يمكننا استئجار منزل ضخم، وتناول الطعام، بل وحتى السفر إلى فرنسا لرؤية أطفالنا مرة في الشهر، إنه اختيار لا يُضاهى؟”.
وأضافت الصحيفة أن المغرب يوفر إلى جانب التكاليف المعيشية المنخفضة، مزايا ضريبية تُعتبر عاملا أساسيا في استقطاب المتقاعدين الفرنسيين، فبمجرد فتح حساب مصرفي محلي، يمكنهم الاستفادة من إعفاء ضريبي يساعدهم على تخفيف التكاليف المادية.
وذكر المصدر ذاته أن الجانب الاجتماعي يلعب أيضا دورا مهما في جذب المتقاعدين الفرنسيين، حيث أن مدينة أكادير توفر هي الأخرى بيئة اجتماعية مريحة بفضل مناخها المعتدل، والأنشطة الاجتماعية التي تنظمها جمعيات محلية خاصة بالمتقاعدين، حيث تساعدهم على الاندماج في المجتمع المغربي من خلال أنشطة متنوعة وجلسات جماعية في المطاعم والمقاهي.
وفي هذا الصدد، أكد إيف أن “العيش في أكادير يمنحنا راحة ودفئا لا نجدهما في مدن أخرى، فالحياة هنا أبسط، وأكثر جودة”، مبرزا أن الحياة فيها مريحة خاصة مع توفر الفواكه والخضروات الطازجة بأسعار زهيدة.
وخلصت الصحيفة إلى الإشارة إلى أنه على الرغم من توفر بيئة مناسبة وجذابة على عدة مستويات، إلا أن المغرب يواجه مجموعة من التحديات البيئية، حيث تعاني البلاد منذ ست سنوات، من جفاف مستمر وارتفاع في درجات الحرارة، حيث سجلت مؤخرا مستويات قياسية بلغت 50 درجة مئوية، كما أن الزراعة المكثفة تفرض ضغطا متزايدا على الموارد المائية، ما قد يؤثر على جودة الحياة في المناطق المستقطبة للمتقاعدين.