قدمت مصر، عبر رئيسها عبد الفتاح السيسي، بمبادرة تحمل “رؤية استراتيجية” لمستقبل قطاع غزة، في محاولة لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين ورسم طريق واضح نحو إعادة الإعمار والاستقرار، وفق قول السيسي.
وأعلن الرئيس السيسي خلال القمة العربية الاستثنائية المنعقدة في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، اليوم الثلاثاء، عن خطة تهدف إلى إعادة بناء قطاع غزة بالتوازي “مع إطلاق عملية سلام حقيقية تستند إلى حل الدولتين”.
وشدد السيسي على أن العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل “وصمة في تاريخ الإنسانية”، مؤكدا رفض مصر القاطع لأي محاولات تهجير قسري لسكان القطاع.
وتتضمن الخطة المصرية نقل الفلسطينيين المتضررين إلى مناطق آمنة داخل غزة، حيث سيتم توفير مساكن متنقلة لهم مؤقتا، ريثما تُعاد إعمار المدن والبنى التحتية التي دمرتها الحرب.
كما تدعو المبادرة إلى تشكيل إدارة انتقالية مكونة من شخصيات فلسطينية مستقلة، تتولى تسيير شؤون القطاع حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي الحكم بشكل كامل.
وأكد السيسي أن هذه الخطوة يجب أن تتزامن مع جهود إحياء عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم هذه المبادرة والمشاركة الفعالة في مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، تعتزم مصر استضافته الشهر المقبل.
ولاقى العرض المصري ترحيبا عربياً ودوليا، حيث أيدت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة هذه الرؤية، معتبرين أنها تشكل “مسارا واقعيا لتحقيق الاستقرار الدائم، بعيدا عن سياسات التهجير والتغيير الديمغرافي التي يرفضها المجتمع الدولي.
وجاء اجتمع أعضاء جامعة الدول العربية في القاهرة غدا الثلاثاء، 4 مارس، والذي غاب عنه مجموعة من الزعماء، لـ”مواجهة” تهديدات الرئيس الأمريكي بالسيطرة على غزة، وترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي لخرق صفقة وقف إطلاق النار واستئناف الحرب الإبادة على غزة.
وفي 5 فبراير، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برغبته في “السيطرة” على غزة، وإعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، وتنفيذ “خطة إعادة تطوير” ستحول القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.