أعاد نجاح الثورة السورية في الإطاحة بنظام بشار الأسد موقفا إنسانيا بارزا للملك محمد السادس إلى الواجهة، وهو الموقف الذي أظهر فيه العاهل المغربي دعما حقيقيا للشعب السوري في محنته، ويتعلق الأمر بالزيارة التاريخية الي قام بها الملك إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن سنة 2012.
وحرص الملك محمد السادس، خلال تلك الزيارة، على الوقوف إلى جانب اللاجئين السوريين الذين فروا من القمع الدموي للنظام السوري في وقت كان فيه الشعب السوري يعاني ويلات النزوح والتهجير، وقد كانت الزيارة فرصة لإظهار التضامن المغربي مع هؤلاء اللاجئين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم بسبب العنف الممارس ضدهم.
كما شكلت تلك الزيارة علامة فارقة في العلاقات الإنسانية بين المغرب وسوريا، حيث كان الملك محمد السادس أول زعيم عربي يزور مخيم الزعتري في تلك الفترة، وقد شهدت الزيارة مشهدا إنسانيا مميزا، حيث التقى الملك بعدد من اللاجئين وتحدث معهم عن أوضاعهم، معبرا عن دعم المغرب الدائم والمستمر لهم.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، في الأيام الأخيرة، بعد نجاح الثورة السورية في الإطاحة بالأسد، تفاعلا واسعا، حيث أعادت العديد من المنشورات تداول ذكرى زيارة الملك محمد السادس إلى مخيم الزعتري، مشيدة بمواقف المملكة المغربية تجاه الشعب السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب كان واحدا من الدول العربية القليلة التي تبنت مواقف واضحة وثابتة ضد النظام السوري، حيث عبر عن دعمه الكامل للشعب السوري في محنته، ورفض تأييد النظام الحاكم، بل واحتفظ بموقف ثابت في تبني القضية السورية على المستويين العربي والدولي.
وجدد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين، التأكيد على الموقف المغربي الثابت من الشأن السوري، حيث قال بأن المغرب كان دائما إلى جانب الشعب السوري ويأمل في أن تجلب التطورات الأخير الأمن والاستقرار لهذا البلد العربي الشقيق.