نبه نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الحكومة الحالية، من خطورة فصل الحياة السياسية من آليات الوساطة، التي “من شأنها حمل رسالة سياسية وإيصالها في الأشكال التواصلية السياسية الضرورية”.
وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها بنعبد الله، بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط، مساء الخميس، في إطار “ماستر كلاس” حول موضوع “الوساطة وتعزيز المشاركة السياسية”، وسط حضور عدد من طلبة ماستر التواصل السياسي والاجتماعي.
وقال بنعبد الله: “عموم المواطنات والمواطنين يعيشون خصاما حقيقيا مع الحكومة الحالية، وذلك ما أعبر عنه انطلاقا من موقعي كعضو فاعل في الساحة السياسية وطرف من أحزاب المعارضة”.
وتابع موضحا: “على مر السنوات التي تفصل بين الاستحقاق الانتخابي واستحقاق اخر، ستجدون بأن هناك بعض الأحزاب المتمثلة في اثنين أو ثلاث، هي التي تقوم فعلا اليوم بممارسة سياسية مستمرة أسبوعية يومية بإصدار مواقف”.
واعتبر وزير الاتصال السابق، أن الحكومة الحالية، تفتقر الى التواصل السياسي، وواصل قائلا: “وهو ما يحتاج بدوره إلى عناصر قوية تنطلق من تكوين سياسي وإعلامي كاف لإقناع المواطنين، وهو ما يفسر الهوة الموجودة حاليا بين المواطنين والفضاء السياسي والفضاء الحكومي”، حسب تعبيره.
وحذر ممثل حزب المعارضة، من خطورة هذه الهوة وزاد بالقول: “لأنها لا تساهم في رد الاعتبار للسياسة مما يعنينا جميعا، لكون حكم المواطن يسقط في الأخير على جميع الأطراف السياسية كاملة، حكومة كانت أو معارضة”.
وأكد نبيل بنعبد الله: “أقولها وبكل مسؤولية، بقدر ما يتعين علينا أن نركز على المستويات العليا للقرار التي تتميز بصلاحيات مكفولة في الدستور، بقدر ما يجب أن تكون المستويات الأخرى أيضا قوية وتلعب دورها للحفاظ على المجتمع، عبر خلق قنوات وساطة والجدل والبرامج المضادة، في إطار إبراز دور البرلمان ودور الأحزاب”.
من جانب آخر، سلط بنعبد الله الفرصة الضوء على أزمة التعليم الحالية، التي قال إنها “مثال حي على الوضع السياسي الذي نعيشه اليوم”.
وزاد قائلا: “المسألة تكتسي خطورة كبيرة، إلى حدود اليوم ولمدة شهرين، نشهد على توقف المدرسة العمومية المخصصة لأبناء الشعب، على عكس حال المدرسة الخصوصية”.
وأردف بالقول: “أتمنى أن يفتح باب الحوار وأن نساعد هذه الحكومة للخروج من هذه الأزمة، التي تهدد جيلا بفقد سنة كاملة من الدراسة”.
وختم مداخلته بقوله إن مطالب الفئة التعليمية “مشروعة”، خاصة “عندما تكون هناك وعود سابقة في البرامج الانتخابية وفي التصريح الحكومي أيضا، وهو ما يفقد المواطنين الثقة من جديد في هذه الحكومة التي تشهد على نفسها بوعود لم تفي بها”.