في كل سنة ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ترتفع عمليات الهجرة غير النظامية من السواحل الشمالية المغربية إلى إسبانيا، للراغبين في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والحصول على حياة جديدة، حيث تكثر عروض شبكات الهجرة السرية، التي تبيع وهم “الفردوس الأوروبي” للمغاربة، لاعتقادها الشائع بتخفيف مراقبة الحدود في هاته المناسبة الدينية.
ويتحول حلم “الفردوس الأوروبي” الذي يراود العديد من الشباب المغاربة، في كثير من الأحيان إلى كابوس مزعج بسبب عمليات النصب التي يقوم بها “الحراكة”، أو المهربون الذين يشرفون على عمليات الهجرة غير النظامية عبر السواحل الشمالية المغربية.
وعلى بعد أيام قليلة من عيد الأضحى، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المجموعات الخاصة بمغاربة إسبانيا أو المتعلقة بالهجرة على منصة “فايسبوك”، مجموعة من المنشورات، التي تستهدف الشباب بشكل خاص، مستغلة حاجتهم لتحقيق أحلامهم بأي ثمن، حيث تقدم لهم عروضا للهجرة غير النظامية بأثمنة مغرية وبعبارات تنشد “الجدية” أو “المعقول”، مرفوقة بصور معدلة بالفوتوشوب لإسبانيا أو للزوارق المستخدمة في تهريب المهاجرين.
ولا تقتصر مجهودات “الحراكة” على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل يتعدى الأمر ذلك إلى محاولات الاستقطاب المباشرة للشباب المغاربة من خلال الرسائل الخاصة، التي يعرض فيها المهربون صورا للقوارب التي ستنقل المهاجرين، مؤكدين على أن العملية “مضمونة” وبأثمنة مناسبة وتكون في بعض الأحيان قابلة للنقاش، وفي الغالب تكون هذه الرسائل مصحوبة بتفاصيل دقيقة ومغرية تجعل الشباب يشعرون بالأمان والثقة حيالها.
ويزعم “الحراݣة” أنهم يضمنون وصول المهاجرين إلى شواطئ إسبانيا بسلام، وأن لديهم خبرة طويلة في هذا المجال، كما أنهم يلجأون إلى توظيف قصص نجاح مزعومة من أجل إقناع الشباب بجدية عروضهم، ما يزيد من رغبتهم في المجازفة.
والمتصفح للحيز المخصص للتعليقات، يجد تعليقات عديدة من الشباب الراغبين في الهجرة بشكل غير شرعي إلى إسبانيا. حيث تتراوح هذه التعليقات بين استفسارات حول التفاصيل والأسعار، وأخرى تعبر عن الاستعداد التام لخوض هذه المغامرة، ما يعكس حجم الإقبال الكبير على هذه العروض، والرغبة الشديدة في الهجرة بشكل غير نظامي على الرغم من مخاطرها.
وبالموازاة مع هذا الإقبال الكبير، تظهر تعليقات بعض المستخدمين التي تحذر من هذه العروض، مشيرة إلى أن عصابات تهريب المهاجرين وشبكات الاتجار في البشر، وحتى “الحراكة” الذين يزاولون أنشطتهم غير القانونية بشكل فردي، لا يمكن أن يكشفوا عن أنفسهم علانية ويجازفوا بخصوصيتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما وأن العديد من الأشخاص وقعوا في السابق ضحية لنصب هذه العصابات، حيث دفعوا مبالغ كبيرة دون أن يتحقق حلمهم بالوصول إلى أوروبا.
تعليقات( 0 )