نقلة نوعية في علاقاتهما.. المغرب والتشاد يتفقان على شراكة سياسية واقتصادية

شهدت العلاقات المغربية-التشادية، اليوم الأربعاء، نقلة نوعية هامة تفتح الباب أمام شراكة أكثر متانة في الجانبين السياسي والاقتصادي بين الطرفين، وقد يمتد تأثيرها “الإيجابي” على العلاقات مع إفريقيا ككل.

وتجسدت هذه النقلة النوعية في نتائج وخلاصات الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية والناطق الرسمي باسم حكومة جمهورية تشاد، عبد الرحمن غلام الله، ولقائه بنظيره المغربي، ناصر بوريطة.

وأسفرت هذه الزيارة على مجموعة من الاتفاقيات والشراكات الثنائية التي يُتوقع أن تؤدي إلى تعزيز العلاقات أكثر بين الرباط وأنجامينا، ولا سيما أن البلدين أعربا عن رغبتها في مواصلة التعاون عبر اللجنة المشتركة وعقد لقاء ثان في منتصف 2025 بالداخلة.

الجانب السياسي  

شكل الجانب السياسي أحد المحاور الرئيسية لزيارة وزير الخارجية التشادي إلى المغرب، حيث جدد موقف بلاده الثابت في دعم الوحدة الترابية للمغرب ولسيادته على كامل أراضيه، بما في ذلك منطقة الصحراء.

كما أكد على دعم تشاد لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي قدمته المملكة سنة 2007، باعتباره الأساس الوحيد لحل موثوق به وواقعي لتسوية هذا النزاع الإقليمي.

كما تم خلال هذه الزيارة، اتخاذ التشاد لخطوة ذات دلالات سياسية هامة بالنسبة للمغرب في قضية الصحراء، حيث أشرف وزير خارجية التشاد ونظيره المغربي، ناصر بوريطة، لى افتتاح مقر القنصلية العامة للتشاد بمدينة الداخلة.

الجانب الاقتصادي

فيما يخص الجانب الاقتصادي، فقد اتفق المغرب والتشاد على مواصلة تعزيز شراكتهما، القائمة على أساس التعاون جنوب-جنوب، مع إضفاء دينامية على المبادلات الاقتصادية، بالتركيز على الدور المهم الذي يضطلع به القطاع الخاص.

وشكل اللقاء مناسبة للتوقيع على عدد من الاتفاقيات التي تهم، بالأساس، تجنب الازدواج الضريبي، والتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والتعاون التقني في مجال الطيران المدني، والتعاون في مجال الغابات، وكذا الاعتراف المتبادل برخص السياقة.

واتفق وزير الخارجية المغربي ونظيره التشادي في هذا الإطار على عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون المغربية-التشادية في النصف الأول من سنة 2025 بالداخلة.

المبادرة الأطلسية

وشكلت المبادرة الأطلسية التي تحمل في طياتها أبعادا سياسية واقتصادية، محورا مهما للنقاش بين المغرب والتشاد خلال لقاء ناصر بوريطة بعبد الرحمن غلام الله، حيث جدد الأخير التأكيد على انخراط بلاده في المبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي ورغبتها في تفعيل هذه المبادرة.

وأكد رئيس الدبلوماسية التشادية، في البيان المشترك الذي وقعه اليوم بالداخلة إلى جانب ناصر بوريطة، على “الاهتمام الذي يوليه قائدا البلدين لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين، خاصة في إطار المبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي”، معبرا عن رغبة بلاده في تفعيل هذه المبادرة.

وقال غلام الله إن هذه المبادرة “تتوافق تماما مع طموحات دول الساحل غير المطلة على البحر، وستساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان، ليس فقط بمنطقة الساحل، بل بمنطقة غرب إفريقيا برمتها”.

تعليقات( 0 )