محلل سياسي: السعار السياسي للجزائر دفعها لشن حملة إعلامية مضللة

لجأت الجزائر من جديد إلى توظيف آلتها الإعلامية في نشر أخبار كاذبة وبث ادعاءات مفبركة والترويج لروايات عارية من الصحة، مستغلة قضية الهجرة الجماعية باتجاه مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في محاولة منها للنيل من سمعة المغرب الدولية والمس بصورته المشرفة.

وفي هذا الصدد، شنت وكالة الأنباء الجزائرية “APS Algérie” حملة إعلامية وتضليلية شرسة على المغرب، حيث عمدت إلى نشر صور مزيفة وقديمة تظهر حشودا غفيرة من المغاربة بالقرب من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، على أنها جديدة وتوثق لعملية الهجرة الجماعية الكبيرة التي تم التخطيط في مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذها يوم الـ15 من شتنبر الجاري.

ولم تكن وكالة الأنباء الجزائرية الوحيدة التي تم تجنيدها لهذا الغرض، بل انخرطت في هذه الحملة الممنهجة ضد المغرب مجموعة من المنابر الإعلامية الجزائرية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، التي بدأت تنشر نفس الصور ومقاطع الفيديو منها ماهو قديم ومنها من تمت فبركته بالذكاء الاصطناعي، والتي كانت في الغالب مرفوقة بنفس التعليق.

وتزعم الصور ومقاطع الفيديو التي تم الترويج لها، أن المغرب قد تعامل بشكل لا إنساني مع أزمة الهجرة الجماعية إلى سبتة ومليلية، كما تتعرض كل من قوات الشرطة والقوات المساعدة وفرق الإسعاف لحملة تشويه ممنهجة من قبل مجموعة من الحسابات المشبوهة التي تحاول الاستخفاف بالمجهودات المغربية، وذلك في الوقت الذي أشادت فيه الصحافة الإسبانية والمجتمع المدني في البلدين بالمجهودات المغربية في احتواء الوضع وحماية ممتلكات أهل الشمال والتعامل مع القاصرين بضمير.

وفي هذا الصدد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية صورة خلقت الجدل تظهر مجموعة من المهاجرين الموقوفين عراة وهم يجلسون في وضعية غير إنسانية بجانب سيارات القوات المساعدة، وتم تداولها على نطاق واسع على أنها تعود لأحداث الهجرة الجماعية الأخيرة، ليتم فيما بعد اكتشاف حقيقة أنها صورة مركبة وليست حقيقية، حيث أن الصورة الأولى هي لموقوفين في دولة أجنبية تم دمجها مع صورة أخرى تظهر سيارات القوات المساعدة في المغرب.

وفي تعليقه على الأمر، فسر المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح قدمه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، الحملة الممنهجة على المغرب بالسعار السياسي الذي أصبح يحرك الجزائر بسبب هزائمها الديبلوماسية المتتالية، قائلا: “يبدو أن الهزائم السياسية والدبلوماسية التي منيت بها السلطات الجزائرية ولعل آخرها الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء قد زاد من السعار السياسي لهذا النظام”.

وواصل المتحدث ذاته أن السعار الذي يتخبط فيه النظام الجزائري “أدى به إلى تحريك أجهزته التواصلية ومواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على الاقتحام الجماعي لمعبر سبتة لإظهار أن المغرب يعيش أزمة اجتماعية تدفع بالقصر إلى ‘الحريك الجماعي’ باتجاه الضفة الشمالية”.

واعتبر المحلل السياسي وصاحب كتاب “مستشارو الملك” أن هذه الحملة الإعلامية ما هي إلا محاولة لتشويه صورة المملكة أمام العالم الخارجي، وبث أخبار زائفة عن عدد المهاجرين المغاربة دون الإشارة إلى أن هناك مهاجرين من جنسيات أخرى إفريقية وعربية.

وخلص المحلل السياسي إلى الإشارة إلى أن الحرب الإعلامية التي أعلنتها الجزائر تحاول “التغطية على مجريات الانتخابات الرئاسية وأزمة الشرعية التي عانت منها بسبب ضعف المشاركة الانتخابية، خاصة في أوساط الشباب الجزائري وعدم تصويت جهات كاملة في القبائل”.

تعليقات( 0 )