بعد مساهمة المغرب في حرب الثورة الجزائرية..تبون يمجد غالي خلال الاحتفال بالذكرى

في خطوة أثارت سخرية وانتقادات واسعة، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، شخصيًا في مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة في 31 أكتوبر.

وجاء هذا الاستقبال، الذي تم على السجادة الحمراء، بالتزامن مع احتفال الجزائر بالذكرى السبعين لاندلاع حربها من أجل الاستقلال عن فرنسا، وهو صراع قدم فيه المغرب دعمًا حاسمًا. وقد تناقضت هذه الخطوة المثيرة للجدل مع الأهمية التاريخية لذكرى الثورة الجزائرية ودور المغرب الحيوي فيها.

وتحت حكم الملك محمد الخامس، قدم المغرب دعمًا لا يتزعزع للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث استضاف الثوار الجزائريين، وسهّل مرور شحنات الأسلحة، وقدم قواعد خلفية آمنة لدعم جهود الاستقلال.

وفي خطاب ألقاه في شتنبر 1956 بمدينة وجدة الحدودية، تحدث الملك محمد الخامس عن معاناة الشعب الجزائري تحت الاستعمار الفرنسي، وأكد على ضرورة إيجاد حل سلمي وعادل للقضية الجزائرية في إطار وحدة المغرب العربي.

وكان الدعم العلني للملك محمد الخامس لقضية الاستقلال ضربة قوية لفرنسا، التي كانت تأمل في أن تلتزم الرباط رؤيتها للجزائر كجزء لا يتجزأ من أراضيها. كما تضامنت الحكومة المغربية، والصحافة، والنقابات العمالية، والمجتمع المدني المغربي مع معاناة جيرانهم الجزائريين.

وصل غالي على متن طائرة رئاسية جزائرية قبل يوم واحد من العرض العسكري الذي أقيم لإحياء ذكرى ثورة الأول من نونبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي. وانضم تبون إلى رؤساء موريتانيا وتونس ورئيس المجلس الرئاسي الليبي لاستقبال زعيم البوليساريو كضيف رسمي للاحتفالات.

وسخر الكثيرون من مشهد تبون وهو يرحب بغالي، الذي بدا مرتبكًا من البروتوكولات وهو يمشي بغير ارتياح على السجادة الحمراء، متقدماً أحيانًا على مضيفه. وقال أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: “هذا أغرب استقبال في تاريخ العلاقات الدولية”، فيما رأى آخرون أن تبون كان يحاول تقليد استقبال الملك محمد السادس للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع، ولكنه لم يمتلك “هيبة الرئيس، ناهيك عن مراتب الملوك”.

وفي منشور على فيسبوك، أشار المحلل السياسي الجزائري وليد كبير إلى أن “الطائرة الرئاسية” التي أقلت غالي إلى مطار الجزائر كانت في الواقع رحلة تستغرق 10 دقائق فقط من قاعدة الطيران العسكري بالعاصمة حيث يقيم.


وقال مراقبون إن هذا العرض كان يهدف إلى إرسال رسالة عدائية للمغرب بشأن سيادته على الصحراء المغربية، خصوصًا في ظل زيارة دولة تاريخية لماكرون سلطت الضوء على الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمغرب. وتزامن ذلك أيضًا مع اجتماع مجلس الأمن الدولي لتجديد تفويض بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية (مينورسو).

وأبرز وصول غالي التناقضات وأثار السخرية من رحلات تبون الأخيرة إلى مصر وعمان، وهما دولتان تربطهما علاقات وثيقة مع إسرائيل، رغم معارضة الجزائر لاتفاقيات التطبيع المغربي.

ولاحظ العديدون خطاب تبون المترهل في القاهرة، حيث حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من التدخل في شؤون الدول الأخرى، في تلميح غير مباشر لدعم الجزائر للبوليساريو.

داخليًا، تواجه الجزائر تزايدًا في الأزمات الاقتصادية، حيث وصلت نسبة التضخم السنوي إلى 7.6٪ في 2024، وهي الأعلى في منطقة المغرب العربي، وسط ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.

تعليقات( 0 )