قيم باحثون فعالية وسلامة العلاج من اضطراب ما بعد الصدمة، عبر عقار “إم دي إم إيه” المخدِّر، والمعروف باسم “عقار النشوة”، في الحالات التي تعاني أصحابها من هذا الاضطراب، من المعتدل إلى الشديد.
وحسب دراسة حديثة، نشرت في مجلة “Nature Medicine“، فإن حوالي 5 بالمئة، من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، يتأثرون باضطراب ما بعد الصدمة سنويا، غير أن تحديات علاجه، تنشأ نتيجة عوامل متعددة كالنوع الفرعي الانفصامي والصدمات المتكررة.
وغالبا ما يكون للعلاجات التقليدية التي تركز على الصدمات، تضيف الدراسة، إلى جانب عقاقير امتصاص “السيروتونين” المعتمدة، من إدارة الغذاء والدواء، معدلات تسرب عالية وفعالية محدودة. في الوقت الذي أظهر عقار ” إم دي إم إيه”، نتائج مهمة، بتأثيره على ذاكرة الخوف وتشجيعه للسلوك الاجتماعي الإيجابي.
وأجريت هذه الدراسة، في 13 موقعا، 11 موقعا في الولايات المتحدة و2 في إسرائيل، والتزمت بالمبادئ التوجيهية الأخلاقية والسريرية الدولية، بينما أشرفت لجنة مستقلة على ضمان سلامة المشاركين وحجم العينة المناسب.
وطلب من المشاركين، الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق، ولديهم حالة اضطراب ما بعد الصدمة، معتدلة أو أكثر شدة، التوقف عن جميع الأدوية النفسية، قبل البدء في هذه العملية، لتجنب التفاعلات المحتملة.
وقد تم اختيار هؤلاء الأفراد بشكل عشوائي بالتساوي، لتلقي إما علاج “إم دي إم إيه” أو دواء وهمي، مع إبقاء المهام سرية.
وقام المشرفون المستقلون، بقياس شدة اضطراب ما بعد الصدمة، باستخدام تقييم “CAPS-5″، وتم تقييم كل مشارك من قبل مشرف مختلف لتجنب التحيز، كما خضع المشرفون على هذه العملية، لتدريب وإشراف شاملين لضمان الاتساق.
وتضمنت التجربة ثلاث جلسات تحضيرية، تلقى بعدها المشاركون إما “إم دي إم إيه” أو الدواء الوهمي، بالتزامن مع العلاج على مدى ثلاثة أشهر. وخلال ثلاث جلسات مدتها 8 ساعات، متباعدة لمدة شهر، تم إعطاء المشاركين جرعات من “إم دي إم إيه” أو الدواء الوهمي، مع اختلاف الكمية الدقيقة بين الجلسات. وبعد كل جلسة، شارك المشاركون في ثلاث جلسات، تكامل مدتها 90 دقيقة، للمساعدة في معالجة تجاربهم.
ومن غشت 2020 إلى ماي 2022، تم فحص 324 فردا في إطار هذه الدراسة، غير أن 104 فقط من المشاركين خضعوا للتوزيع العشوائي، ليخضع بعدها هؤلاء المشاركين إما لعلاج يتضمن عقار “إم دي إم إيه” أو دواء وهمي.
وفي نهاية المطاف، أكمل 94 مشاركا الدراسة، يمثلون مزيجا متنوعا من الجنس والعرق، مع تحديد 71.2 بالمئة على أنهم إناث عند الولادة. وعلاوة على ذلك، تم تحديد 33.7 بالمئة على أنهم غير بيض، و26.9 بالمئة، من أصل إسباني أو لاتيني. وفي المتوسط، كان المشاركون يعيشون مع اضطراب ما بعد الصدمة لمدة 16.2 سنة.
وبعد 18 أسبوعا، أظهرت النتائج، أن “إم دي إم إيه” قلل بشكل كبير، من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لدى المشاركين. حيث أبرزت النتائج الثانوية، تأثيره الإيجابي على الإعاقة الوظيفية، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الأسرية والاجتماعية والمهنية.
وكشفت النتائج الاستكشافية الإضافية، أن 86.5 بالمئة، من أولئك الذين كانوا في مجموعة “إم دي إم إيه”، أظهروا تحسنا كبيرا سريريا.
وفي مجموعة “إم دي إم إيه”، اعتقد معظم المشاركين، أنهم تلقوا الدواء بسبب الآثار العاطفية والجسدية الإيجابية التي عانوا منها، في المقابل، اعتقدت الغالبية في مجموعة الدواء الوهمي، أنهم تلقوا الأخير بسبب عدم وجود تأثيرات ملحوظة.
وعانى جميع المشاركون تقريبا، من آثار جانبية واحدة على الأقل أثناء الدراسة، وكان معظمهم خفيفا أو معتدلا بطبيعته، وكان أبرزها مرتبطا بالقلب، ومن المحتمل أن تكون ناجمة عن تأثيرات “إم دي إم إيه” على معدل ضربات القلب وضغط الدم. إلى جانب آثار جانبية نفسية، تتمثل في الأفكار الانتحارية والقلق والأرق. ومع ذلك، فقد كانت غالبية هذه الأعراض أيضا خفيفة إلى معتدلة.