ستفتقد الحكومة ورئيسها عزيز أخنوش، المندوب السابق للتخطيط أحمد الحليمي، لأنه وإن كان مزعجًا بأرقامه، فإنه لم يكن ينشر كل الحقائق. وها هو بنموسى، وفي أول تقرير له، يصدم رئيس الحكومة عزيز أخنوش بأرقام مرعبة عن البطالة مصدرها الإحصاء العام، الذي تتمتع بياناته بمصداقية أكبر من مصداقية استطلاعات الرأي الجزئية التي كانت المندوبية العامة تنشرها عن المعدلات المخيفة للبطالة.
كشف المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، أن نسبة البطالة على الصعيد الوطني بلغت 21.3% حسب نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، متجاوزة بذلك معدل 13.6% الذي أبانت عنه آخر تحديثات المندوبية السامية للتخطيط التي تتم بصفة دورية.
وأبرز بنموسى أن ارتفاع الرقم الذي أسفر عنه إحصاء هذه السنة مقارنة بنتائج الدورية للمندوبية السامية للتخطيط يبقى “أمرًا عاديًا” بالنظر إلى اختلاف الطرق المعتمدة بين البحثين في العديد من الجوانب، مبرزًا أن النتائج الدورية للمندوبية تعتمد على آليات لمقارنة البيانات من مصادر متعددة لضمان صحتها، في حين يعتمد الإحصاء العام فقط على التصريحات الذاتية للأشخاص.
وتابع المندوب السامي، خلال تقديمه النتائج التفصيلية لعملية الإحصاء اليوم الثلاثاء 17 دجنبر، أن تحديد المدة الزمنية التي يجب أن يظل فيها الشخص بدون عمل قبل تصنيفه ضمن خانة العاطلين تظل أطول في الأبحاث الدورية مقارنة بالمدة المعتمدة خلال الإحصاء الأخير، مضيفًا أن نفس نسبة الاختلاف سُجلت خلال إحصاء سنة 2014.
وحسب الجنس، سُجلت أعلى نسبة بطالة عند الإناث بنسبة 25.9%، منخفضة من نسبة 29.6% المسجلة خلال إحصاء سنة 2014. في المقابل، سجلت بطالة الذكور منحى مغايرًا، بعد أن ارتفعت من 12.4% المسجلة سنة 2014 إلى 20.1% خلال السنة الجارية.
أما على مستوى التوزيع الجغرافي، فقد سُجلت أعلى نسب البطالة في جهة كلميم – واد نون بنسبة 31.5%، متبوعة بجهة الشرق بنسبة متقاربة بلغت 30.4%، ثم جهة بني ملال – خنيفرة بنسبة 26.8%، تليها العيون – الساقية الحمراء بـ26.6%، ثم فاس – مكناس بنسبة 23.3%، وجهة درعة – تافيلالت بنسبة 22.2%، حيث سجلت هذه الجهات الست نسبًا أعلى من المعدل الوطني الذي بلغ 21.3%.
في المقابل، سجلت باقي الجهات معدلات أقل من المعدل الوطني، حيث سُجلت أقل نسب البطالة في جهة الداخلة – وادي الذهب بنسبة 10.6%، ثم الدار البيضاء – سطات بنسبة 18.8%، وطنجة – تطوان – الحسيمة بـ19.6%.