كشف المحلل السياسي، محمد شقير، أن شعور مصر بالقلق من توطيد العلاقات المغربية الإيثيوبية، لا سيما بعد تقاربهما العسكري الأخير، يقف خلفه النظام الجزائري المعروف بحنكته في اللعب على الخلافات والنفخ في المشاكل لإثارة النعرات بين مصر والمغرب.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية، محمد شقير، في تصريح خص به جريدة “سفيركم” الإلكترونية، إنه “لحد الآن ليس هناك أي توتر رسمي واضح، بدليل أن الحكومة المصرية لم تصدر أي بيان أو إعلان بهذا الصدد”.
وأكد شقير أن هناك أطراف أخرى تتمثل أساسا في الجزائر، تحاول اللعب أو توظيف التقارب العسكري بين المغرب وإيثيوبيا، لإثارة الفتنة والنعرات ما بين المغرب ومصر، من خلال المواقع الإلكترونية التي تجندها خصيصا لهذه الغاية، مبرزا أن النظام الجزائري معروف بحنكته في اللعب على الخلافات والنفخ في بعض المشاكل ما بين الدول، وخاصة مع المغرب وعدة دول إفريقية.
وفيما يتعلق بمصدر قلق الحكومة المصرية، فقد أوضح المحلل السياسي أن هناك خلافا كبيرا ما بين مصر وإيثيوبيا، خاصة فيما يتعلق بإنشاء سد النهضة، الذي يعتبر أحد أهم أولويات النظام المصري، بحكم بنائه على النيل، الأمر الذي تعتبره مصر تهديدا لأمنها القومي.
واستطرد المتحدث ذاته “كما يقال فمصر كانت دائما هي هبة النيل، وبالتالي هذا كان إشكالا كبيرا خلق التوتر بين كل من مصر وإيثيوبيا، ومازال الخلاف قائما سواء من خلال تشييد أو الانتهاء من تشيد السد، أو من خلال ملئه بنسب ترى مصر بأنها لا تراعي المصالح المصرية ولا السودانية”.
وأشار شقير إلى أن زيارة الوفد العسكري الإيثيوبي إلى المغرب، ربما زادت من هذا القلق، خصوصا وأن مصر قد ترى في هذه الزيارة نوعا من التنسيق العسكري، الذي قد يهدد ولا يخدم مصالحها، مفسرا ذلك باعتقاد مصر بأن إيثيوبيا يمكن أن تحصل في إطار هذا التعاون العسكري على بعض الأسلحة والخبرات العسكرية من المغرب، ما أثار تخوفها.
و أضاف خبير للعلاقات الدولية قائلا: “أظن أن مسألة القلق المصري من الممكن أن يتم تجاوزها، من خلال اللقاءات ما بين مصر والمغرب لتوضيح نقطة أن التعاون العسكري المغربي الإيثيوبي لن تشكل أي تهديد لمصر في هذا الإطار”.
ولفت شقير إلى أن الاجهزة الدبلوماسية المغربية يمكن أن تقوم بإقناع الحكومة المصرية بأن المغرب لن يساهم في خلق أي إشكال بالنسبة لمصر، بحكم العلاقات الوثيقة بين البلدين، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن هناك عناصر للمنافسة بينهما، إلا أنه من الممكن أن تتحرك الديبلوماسية المغربية إذا ما ظهر لها بطبيعة الحال أن هناك توتر صدر إلى العلن”.
ودعى الخبير السياسي الديبلوماسية المغربية إلى استباق الوضع من أجل “إقفال الباب على الجزائر في هذا الإطار، وإفهام الأشقاء المصريين بأن المغرب لن يساهم في أي تهديد لمصر أو لأمنها القومي، وأن المغرب في إطار دفاعه عن قضيته الأولى ’الصحراء المغربية‘ فإنه ينشئ علاقات كما أنشأها مع الدول الإفريقية، وأن هذا الأمر يدخل في إطار التعاون العسكري الذي أقامه مع العديد من الدول”.
وخلص شقير إلى الإشارة إلى أن التعاون العسكري للمغرب مع إيثيوبيا يدخل في إطار مصالحه الخاصة دون أي تهديد لأي طرف من الأطراف الخارجية وعلى رأسها مصر.