لطالما اقترنت نبضات جفون العين، بأساطير ثقافات شعبية لبلدان عديدة، كرؤية القريب، وتحدث هذه الحالة، التي تعد من أكثر المشاكل، التي تواجه عددا من الناس من حول العالم، حين تصاب العضلات المسؤولة عن إغلاق وفتح العين، بالتشنج، لكنها قد تكون إنذارا بإصابتك بمشاكل صحية عديدة، منها التصلب ومرض “باركنسون”.
وجاء في مقال نشره موقع “ذا غارديان” البريطاني، أن تفسير حالة الإصابة برعشة العيون، يختلف حسب خصوصية كل ثقافة وحضارة، حيث أنه في الحضارة الهندوسية، وبالأخص في قصيدة “رامايانا” الطويلة، وهي واحدة من أشهر القصائد المكتوبة باللغة السنسكريتية القديمة، يمكن أن يكون نبض الجفن، نذير خير أو شر، حسب العين اليمين أو الشمال.
فيما تشير المعتقدات الترينيدادية، أن نبضات جفون العين، قد ينذر بزيارة من صديق أو أن أحد الأقارب في ورطة، لكن هذه الحالة أصبحت في الآونة الأخيرة، رمزا بصريا شائعا لشخصية كارتونية، تعاني من تناول كمية زائدة من القهوة أو توتر شديد.
ويضيف الموقع البريطاني، أنه في حال كانت التشنجات نادرة، فمن المرجح أنها ليست مرتبطة بأي اضطراب أو مرض صحي، حيث صرح كورنيليوس ريني، استشاري جراحة الجفون في مستشفى “أدينبروك” في كامبريدج، أن “هناك أسباب عدة، يمكن أن تؤدي إلى تشنج في العين”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “لكن أكثر الأسباب شيوعا، هو ما يسمى بالتشنج الجفني الأساسي الحميد، وهي حالة من التشنج تعيق السيطرة على الجفن، وعادة ما لا يوجد لها سبب صحي رئيسي”.
وتابع: “إذا كان التشنج في جفن واحد فقط، فهذا يسمى طبيا بـ’تقلص عضلي موجي الجفن eyelid myokymia’، وهو حالة طبيعية، تكون عادة مؤقتة، وتتحسن بشكل طبيعي بمفردها”.
وأوضح المقال ذاته، أنه بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون من الصعب تجنب التشنج الجفني الأساسي الحميد، حيث تشير مجموعة من الدراسات الحديثة، إلى أن نسبة 20 إلى 30 بالمئة من المصابين، يمتلكون تاريخا عائليا لهذه الحالة.
من جانبها، أفادت دراسة أخرى، نشرت عام 2022، أن العيش في بيئة حضرية أو العمل في وظيفة داخل المكتب، ترتبط بأسلوب حياة مجهد، يمكن أن يسبب نبضات جفون العين، خاصة لدى الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا أمام التلفزيون أو شاشات الحاسوب.
وفي هذا الصدد، يقول ريني، إن حالة التقلص العضلي الموجي للجفن، “عادة ما ستختفي بمرور وقت قصير”، وقدم نصائحه للراغبين في التخلص من هذه الحالة، بـ”تقليل كمية القهوة التي نشربها، أو محاولة تقليل التوتر، لكنها عادة ما تختفي في دقائق أو ساعات أو أيام على أي حال”.
وفي حال طالت نبضات جفون العين، ولم تختف بعد فترة قصيرة، قال لوك باولز، المدير السريري المساعد في عيادة “بوبا” الصحية: “إذا شعرت بتشنج مستمر لأكثر من أسبوعين، ولاحظت أي تغييرات غير عادية في مظهر العين أو الإحساس بها، فقد يكون ذلك مؤشرا على وجود مشكلة صحية أساسية”.
وأضاف أن هذه الأعراض، “يمكن أن تكون علامات مبكرة على الإصابة بالتصلب المتعدد أو مرض باركنسون، وهما اضطرابان يصيبان الدماغ، ويمكن أن يؤدي تطورهما إلى تيبس العضلات والرعشة والتوتر، مما يجعل الحركة وتعبيرات الوجه لا إرادية ولا يمكن السيطرة عليها”.
هذا يعني أنه يجب زيارة الطبيب لفحص أي مشاكل في العين في مراحل مبكرة، ولكن التشنجات المتكررة أو نبض الجفون المستمر، قد يصبح مشكلة إذا تقدم إلى الدرجة التي يؤثر فيها على السير العادي للحياة اليومية، وهي حالة أكثر شدة من التشنج الجفني الأساسي الحميد، وهنا يمكن أن يقوم أطباء العيون بوصف حقن السموم العصبية للمريض، من أجل إرخاء العضلات ومنع الارتعاش.
وذكر المقال أنه إذا كان الشخص ينظر إلى الشاشات الإلكترونية كثيرا، يمكن اللجوء إلى قاعدة 20-20-20، وتعني أخذ استراحة لمدة 20 ثانية على الأقل، كل 20 دقيقة، والنظر إلى مسافة تبعد على الأقل 20 قدما، وحتى إذا كان يبدو الأمر واضحا، فيجب أن يعيد الشخص إغماض عينيه، حيث قال ريني: “من السهل نسيان ذلك عندما ننظر إلى الشاشة، ولكن الرمش المنتظم يمكن أن يعيد إنعاش عينيك”.