حذرت دراسة حديثة صادرة عن منظمة البيئة والتنمية الاجتماعية (ESDO) من وجود مستويات خطيرة من الرصاص في ألعاب الأطفال ومنتجات أخرى تستخدم بشكل يومي، مما قد يؤثر سلبًا على صحة الأطفال ويعيق نموهم.
ونُشرت نتائج هذه الدراسة في موقع “Tbs News“، بعد الإعلان عنها في فعالية نظمتها المنظمة بمركز التنمية الريفية المتكاملة (Cirdap) في العاصمة البنغلاديشية دكا.
وأظهرت الاختبارات التي شملت 250 منتجًا للأطفال أن 157 منها يحتوي على الرصاص، فيما تجاوزت 92 منتجًا الحد الآمن للرصاص، المحدد في 90 جزءًا في المليون.
وذكرت الدراسة أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أنه لا يوجد مستوى آمن للرصاص في الدم، حيث يؤثر التعرض لمستويات خفيفة منه على السلوك وقدرات التعلم لدى الأطفال.
وأجرى الباحثون فحصًا للألعاب والمجوهرات ومستحضرات التجميل الخاصة بالأطفال باستخدام تقنية الأشعة السينية المحمولة، التي تقيس مستويات الرصاص فورياً، ووجدوا أن بعض الألعاب والأدوات اليومية تحتوي على كميات مرتفعة من الرصاص والمعادن السامة الأخرى.
وتعاونت منظمة البيئة والتنمية الاجتماعية مع منظمة “بان توكسكس” الفلبينية، حيث قامت الأخيرة بإعادة تقييم الألعاب البنغالية عام 2023، وقام خبراء بإجراء أبحاث ميدانية في الأسواق المحلية في العام التالي باستخدام نفس التقنية للتحقق من مستويات الرصاص.
وفي هذا السياق، أكدت سيدقة سلطانة، المديرة التنفيذية للمنظمة، خطورة التعرض للرصاص على صحة الأطفال، مشيرة إلى أن أجسام الأطفال تمتص الرصاص أسرع من البالغين، مما يزيد من مخاطر التعرض لمشاكل جسدية أو معرفية أو في النمو.
وأظهرت الدراسة أن كوب شرب مخصص للأطفال يحتوي على 1380 جزءًا في المليون من الرصاص، و247 جزءًا من الزرنيخ، و1390 جزءًا من الكروم، في حين أن حقيبة الأدوات تحتوي على 580 جزءًا من الرصاص، و1280 جزءًا من الباريوم، و88 جزءًا من الزئبق.
كما وُجدت مجموعة من الدمى تحتوي على 160 جزءًا من الرصاص و1500 جزء من الكروم، بينما يحتوي كوب آخر مخصص للأطفال على 220 جزءًا من الرصاص، و315 جزءًا من الكادميوم، و1680 جزءًا من الكروم.
وفي أحد متاجر الألعاب الشهيرة، تم العثور على دمية تحتوي على 500 جزء في المليون من الرصاص، مما يبرز أن التلوث يشمل حتى المتاجر الراقية، إضافةً إلى حرف ملوّن من مجموعة حروف أبجدية يحتوي على 660 جزءًا من الرصاص، مما يزيد من خطورة تعرض الأطفال لهذه المعادن السامة بوضعهم لها في أفواههم.
وأوضح الدكتور مشطوق حسين، مستشار في معهد علم الأوبئة ومكافحة الأمراض، أن التعرض للرصاص قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الذكاء، وظهور مشاكل سلوكية، وصعوبات في التعلم، فضلاً عن فقر الدم، داعيًا السلطات إلى التدقيق في الدهانات التي تحتوي على هذه المواد السامة في ألعاب الأطفال، ووصفها بأنها “سم قاتل”.
وبدوره، شدد الدكتور شهريار حسين، الأمين العام للمنظمة، على ضرورة توفير ألعاب آمنة للأطفال، معتبرًا أن الألعاب يجب أن تكون وسيلة لتنمية مهاراتهم لا تهديدًا لصحتهم.
واختتم مرغوب مرشد، رئيس المنظمة، بالإشارة إلى أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأجيال القادمة من مخاطر الرصاص، مؤكدًا على ضرورة التحرك السريع لتقليل التلوث بالرصاص في المنتجات اليومية لضمان بيئة صحية وآمنة للأطفال.