وصف عبد السلام الموساوي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، الأجواء المشحونة التي عرفها اجتماع المجلس الإقليمي واللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي يوم الخميس المنصرم بمدينة فاس بالتدافع السياسي العادي.
وتابع في تصريح خاص لمنبر “سفيركم” أن الانقسام الذي قد يسبق محطة المؤتمر الإقليمي بين المناضلين “طبيعي”، داخل الحزب.
ونفى في ذات السياق، انحياز الكاتب الأول لياسر جوهر، رئيس مقاطعة فاس المدينة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي، على حساب جواد شفيق الكاتب الإقليمي الحالي للحزب بفاس لمدة عقد من الزمن، وعضو المكتب السياسي، مشيرا إلى “ديمقراطية الاختيار”.
وكان قد شهد مقر أحمد أمين بمدينة فاس، تصعيدا غير مألوف داخل “حزب بوعبيد”، في مشهد يعكس حجم التصدعات الداخلية التي يعيشها الحزب مع اقتراب موعد مؤتمره الوطني الثاني عشر.
وتحولت أجواء المجلس الإقليمي للحزب إلى أجواء مشحونة رُفعت فيها شعارات موالية للكاتب الأول للحزب وأخرى مضادة تطالب برحيله، بعدما مُنع من ولوج مقر الحزب من طرف حراس الأمن الخاص، بدعوى عدم حمله “البادج”، كما يفرضه البروتوكول.
خطوة اعتُبرت من طرف العديد من المتتبعين “إهانة سياسية مقصودة”، زادت من تعميق الخلافات بين القيادة الوطنية وجواد شفيق.
وكانت قد أشارت مصادر “سفيركم” إلى أن جواد شفيق قد انسحب رفقة أنصاره من المكان، بينما بقي أنصار ياسر جوهر داخل القاعة، حيث عقد معهم إدريس لشكر اجتماعا قصيرا، انتهى بالإعلان عن تأجيل اجتماع المجلس الإقليمي واللجنة التحضيرية، في ظل انقسام واضح داخل الحزب بمدينة فاس.
ويذكر أن جواد شفيق كان من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها إدريس لشكر في التنظيم الحزبي، وكان يعد من المقربين الأوفياء لإدريس لشكر، قبل أن يختار هذا الأخير توجيه دفة المساندة نحو ياسر جوهر وتفضيله على جواد شفيق.
وتعكس هذه الأحداث أزمة داخلية خانقة تعيشها قيادة الاتحاد الاشتراكي، وسط دعوات متصاعدة من مناضليه لتجديد الهياكل وإنهاء ما يصفونه ب”الهيمنة المطلقة للكاتب الأول”.