سيكون عيد الأضحى لهذا العام هو المرة الرابعة في تاريخ المغرب التي يتم فيها إلغاء هذا شعيرة العيد الرئيسة المرتبطة في الوعي الجمعي للمغاربة بذبح الأكباش والطقوس التي تصاحبه.
وأصدر الملك محمد السادس أمس توجيهات تهيب بالمغاربة عدم إقامة شعائر عيد الأضحى بسبب التحديات الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي تسببت فيها ست سنوات من الجفاف.
ويأتي هذا القرار أيضا، حسب نص الرسالة الملكية، في إطار الشريعة الإسلامية والآيات التي تؤكد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لرفع المعاناة عن المواطنين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود.
وفي توجيهاته، قال الملك إن الاحتفال بعيد الأضحى هو سنة مؤكدة عندما يكون ذلك ممكنا، موضحا أن أداء هذه الشعيرة في ظل هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا حقيقيا بعدد كبير من المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
ورغم أن القرار قد يبدو غير مسبوق، فإنه ليس المرة الأولى التي يقرر فيها المغرب إلغاء شعيرة ذبح الأضحية.
واتخذت المملكة المغربية قرارات مماثلة في العقود الماضية خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
وكانت المرة الأولى عام 1963 عندما أعلن الملك الراحل إلغاء شعيرة الأضحية خلال “حرب الرمال” بين المغرب والجزائر، حيث أثرت الحرب على اقتصاد البلدين، مما دفع إلى اتخاذ هذا القرار لتجنب آثار اقتصادية أكثر ضررا على المواطنين.
وحدثت المرة الثانية عام 1981 بسبب موجة جفاف حادة، بينما جاءت المرة الثالثة عام 1996 نتيجة أشهر طويلة من الجفاف الذي بلغ ذروته في عام 1995.
وقد سلطت عدة تقارير الضوء على تأثير الجفاف في تاريخ المغرب، ووفقا لتقرير صادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، فإن التأثير الأكبر للجفاف كان في عام 1981، حيث بلغت الخسائر حوالي مليار دولار أمريكي، وفي عام 2000، وصل عجز الحبوب إلى حوالي 530 مليون دولار، ما يمثل نحو 4% من نفقات الحكومة لذلك العام المالي.
كما عانت البلاد من ظروف مماثلة عام 1995 بسبب أزمة جفاف أخرى، حيث تسبب الجفاف الحاد بين عامي 1994 و1995 في عجز مالي أكبر من المتوقع.
وفي مقابلة نشرتها قناة “فرانس 24” يوم الثلاثاء، عبر وزير الفلاحة أحمد بواري عن قلقه إزاء وضع الجفاف، مشيرا إلى أن احتياطي المياه في السدود المغربية لا يتجاوز 4.6 مليار متر مكعب، بمعدل ملء يبلغ 28%.
ونظرا للجفاف، لجأ المغرب بشكل متزايد إلى السوق الدولية لاستيراد المنتجات الضرورية لتلبية احتياجات البلاد.
وشملت بعض هذه التدابير استيراد الماشية من دول مثل رومانيا وأستراليا، وهو ما أثار قلق بعض المغاربة بشأن جودة المنتجات المستوردة.