في الوقت الذي تواجه فيه إسبانيا أزمة اجتماعية وإنسانية كبيرة جراء الفيضانات التي ضربت عدة مناطق من البلاد، استمر حزب “فوكس” اليميني “المتطرف” في تقديم مقترحات لطرد المهاجرين القاصرين بدل التركيز على حلول للتخفيف من وطأة الكارثة المناخية.
ولم يقدم الحزب، المعروف بمواقفه المعادية للمغرب والرافضة للهجرة، أي مقترحات لتسهيل تدبير هذه الكارثة الطبيعية أو تقديم دعم للمتضررين، بل فضل طرح مبادرات من شأنها أن تطرد المهاجرين القاصرين غير المصحوبين بذويهم خارج مدينة سبتة، وفق ما أكدته صحيفة “El Faro De Ceuta” المتخصصة في أخبار مدينة سبتة المحتلة.
وواصل تقرير الصحيفة مبرزا أن حزب فوكس اليميني قد طرح اقتراحا، خلال الجلسة العامة لمجلس المدينة السليبة، يقضي بإجراء “استفتاء شعبي” حول طرد جميع المهاجرين غير النظاميين، وهو الاقتراح الذي حظي برفض أغلب الأحزاب الإسبانية.
وأكد خوان سيرجيو ريدوندو، المتحدث باسم حزب “فوكس” في مدينة سبتة المحتلة، خلال الجلسة، أن إسبانيا تعاني من “غزو المهاجرين القاصرين” وأن مدينة سبتة أصبحت “بوابة لهذا التدفق غير الشرعي”، مطالبا باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير النظامية، حيث اقترح رفض “سياسة الأبواب المفتوحة” التي ينهجها حزبا الشعب والاشتراكي، كما دعى إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين بشكل فوري، بما في ذلك القاصرين، وكذا إغلاق مراكز استقبالهم.
واقترح حزب فوكس تحويل المساعدات المخصصة للمهاجرين إلى تمويل عمليات إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، مشددا في ذات الوقت على ضرورة إغلاق مراكز الاستقبال المؤقتة للمهاجرين في سبتة، ووقف الدعم المقدم للجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي اتهمها بأنها تتعاون مع شبكات تهريب البشر.
ووجه المتحدث باسم حزب “فوكس” دعوته أيضا إلى تنظيم استفتاء شعبي من أجل طرد جميع المهاجرين غير النظاميين، معتبرا أن تلك الخطوة ضرورية للحد من جاذبية إسبانيا لدى المهاجرين غير النظاميين.
وفي المقابل، تفاعلت فاطمة حامد، زعيمة الحركة من أجل الديمقراطية “MDyC”، مع مداخلة حزب “فوكس”، مؤكدة أن الحزب اليميني يتبنى “خطابا غير مسؤول” ويطرح مقترحات لا تساهم في تحسين حياة سكان سبتة، واصفة سياسته المتشددة التي تنطوي على مجموعة من السلبيات بـ”غير المنطقية”.
ومن جانبه، اعتبر ألبرتو غايتان من الحزب الاشتراكي العمالي، اقتراح إغلاق مركز استقبال المهاجرين بأنه “خطوة غير مسؤولة”، لافتا إلى أن العودة إلى تبني سياسات العقود الماضية سيؤدي إلى تكدس المهاجرين في الشوارع دون حلول بديلة، ما قد يتسبب في أزمة إنسانية.
وتجدر الإشارة إلى أن التصويت في هذه الجلسة قد انتهى برفض مقترحات حزب “فوكس” بعد رفض 18 صوتا له، مقابل تأييد 3 أصوات، ما يبرز الانقسام الكبير بين الفرق السياسية في المدينة المحتلة بشأن كيفية التعامل مع قضايا الهجرة، وذلك في ظل التحديات المناخية التي تعصف بالبلاد.