طرح عدد من الباحثين والأساتذة الجامعيين، تساؤلات حول قدرة المنظومة التشريعية المغربية على مسايرة سرعة الذكاء الاصطناعي.
وخلال احتضان المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء يومي 27 و28 نونبر الجاري، الدورة الرابعة للملتقى الدولي بين المختبرات، قال سعيد لمضاربي الأستاذ الجامعي ومدير مختبر (LAREMO)، إن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية استعماله بالفضاء الجامعي والآليات التي تمكن الطلبة من الاستفادة منه بشكل إيجابي.
وتطرق لمضاربي إلى المسؤولية القانونية للموضوع المثار، خصوصا في الشق المتعلق المرتبطة بالأخطاء التي يمكن أن تنجم عن الاستخدامات الأكاديمية لهذا المولود التكنولوجي الجديد.
وأكد ذات الأكاديمي على الأهمية البالغة التي تكتسيها هذه الندوة العلمية والتي تسجل مشاركة عدد من المختبرات من خارج جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مبرزا على أن الذكاء الإصطناعي أصبح موضوعا يفرض نفسه في عدد من الميادين بما فيها القطاع التربوي.
وخلال اللقاء، الذي سجل حضور نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميين الذين اجتمعوا لمناقشة الموضوع تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي القيود المجتمعية والتحديات الأخلاقية”، طرح مدير مختبرLEFCG-SIAD-ENCG سطات، طرح سعيد المزواري، نفس الأسئلة حيال إشكالية استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأبرز المزواري أن اللقاء كان مثمرا ومفيدا للدارسين في مجالات المالية والحكامة والموارد البشرية في علاقتها مع الذكاء الإصطناعي، مشيرا للمشاركة المتميزة لجامعات من مدن مختلفة، بالإضافة إلى مشاركة سينغالية أثرت النقاش حول هذا الموضوع.
ويعتبر الحدث، الذي نظمه مختبر LAREMO بالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية المغربية والدولية، فرصة للتفكير العميق حول القضايا المتزايدة التي تطرحها التكنولوجيا المتقدمة في مختلف المجالات.
وشدد الملتقى على تقديم رؤى متعددة التخصصات، حيث تم استعراض تطورات الإختراع التكنولوجي الجديد ودوره المتنامي في تحسين الأداء في القطاعات المالية، التعليمية، التسويقية، والصناعية.
وعرف الحدث مشاركة شخصيات بارزة على رأسها فاطمة الزهراء العلمي، نائبة رئيس جامعة الحسن الأول بسطات، التي ركزت على التحديات التي تواجه المؤسسات في تبنيه بشكل أخلاقي ومستدام.
وشمل برنامج الملتقى جلسات علمية مكثفة تناولت مواضيع متنوعة، من بينها الحكامة المالية وتأثير الذكاء الاصطناعي على اتخاذ القرارات، استراتيجيات التسويق الرقمي، وأهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة التعليم والتعلم.
وتوازت الفعاليات مع ورشات عمل معمقة، منها ورشة “الحكامة والمالية”، التي تناولت آليات دمج الذكاء الاصطناعي في التخطيط المالي المستدام، وورشة “التسويق الاستراتيجي”، التي سلطت الضوء على استراتيجيات التسويق المبتكرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
كما تميز الملتقى بمناقشات معمقة حول المسؤولية الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث ناقش المشاركون تأثير هذه التكنولوجيا على الخصوصية، المساواة، وأخلاقيات العمل.
وركز المشاركون على السياق المغربي من خلال تسليط الضوء على خصوصيات التعليم والاقتصاد المحليين، وكيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لدعم التنمية المستدامة.
وخلص الملتقى إلى توصيات تدعو لضرورة اعتماد نهج شامل ومتكامل في إدماج الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والقطاعين العام والخاص لتطوير حلول تكنولوجية تتماشى مع القيم الأخلاقية ومتطلبات المجتمع.