قال محمد يتيم، وزير التشغيل السابق في حكومة سعد الدين العثماني، وعضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية سابقا، أن علاقة المثقف والسياسي كانت على مر التاريخ متوترة، مؤكدا أن العديد من المثقفين دفعوا ثمن مواقفهم الفكرية والعلمية.
وأوضح محمد يتيم في حوار أجراه معه جريدة “سفيركم” الإلكترونية، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الإعلامي والكاتب المغربي جمال بندحمان، والذي يبث في القناة الرسمية للجريدة على منصة اليوتيوب، أن العلاقة التاريخية بين المثقف والسياسي كان دائما ما يشوبها التوتر والتشنج.
وأفاد المتحدث ذاته أنه على الرغم من أن العلاقة بين المثقف والسياسي كانت متوترة، إلا أن عددا منهم استطاعوا المزج بينهما، قائلا: “الحقيقة هذه العلاقة كانت في غالب الأحيان متوترة، تاريخيا كان هناك توتر بين العلماء والسلاطين، وبين المفكرين وزعماء الحركات السياسية، ولكن رغم ذلك علينا أن نتذكر أنه في بعض اللحظات القوية استطاع عدد من رواد العمل السياسي أن يجمعوا بين الأمرين، على سبيل المثال، لينين وبعض الرموز الفكرية للحركة الماركسية الذين جمعوا بين التنظير الفلسفي والفكري والعلمي وبين القيادة السياسية”.
وأكد محمد يتيم أن تاريخ الإسلام شاهد على التلازم بين السياسة والعلم والفكر، مشيرا إلى أن بعض المثقفين كانوا ضحايا لمواقفهم، حيث قال: “ما قلته ينطبق كذلك على تاريخ الإسلام، فسنجد أن هناك تلازم بين دور العلماء والمفكرين وبين ممارسة السياسة”، لافتا إلى أن مجموعة من المواقف الفكرية والسياسية قد جعلت عددا من العلماء ضحية للاضطهاد السياسي، من قبيل محنة الإمام أحمد ابن حنبل، التي قال أنها “محنة سياسية أصلها موقف ثقافي وفكري”.
وأردف قائلا: “التشابك والارتباط أو التقاطع بين الفكري والسياسي لا يمكن ألا نَعتبره، بل لأن كثيرا من المفكرين والعلماء والمثقفين عبر التاريخ كانوا ضحايا لمواقف فكرية وعلمية، لكن كانت لها تداعيات مثل خرق القرآن عند الإمام أحمد وغيرها من الأمثلة التي يمكن الرجوع إليها وتأملها”.
وشدد يتيم على أن “الثقافي والسياسي لا يغني بعضهما عن بعض، ودون شك من الصعب الجمع بينهما لأنه أحيانا قد تكون العلاقة علاقة تنافر أو علاقة تنافس”، مفسرا ذلك بكون السياسي يشتغل بالآني والتكتيكي، في حين أن المفكر أو المثقف يشتغل على الاستراتيجي، مستطردا أنه يمكن في بعض الأحيان الجمع بينهما فيكون المرء منظرا وممارسا سياسيا.