الهجرة عبر ليبيا.. موت في طريق النجاة

لم يكن يعلم أولئك الذين اختارو الهجرة ممن تركوا أسرهم وأوطانهم وكل شيء خلفهم وساروا في طريق ظنوا أنها “النجاة”، أن الموت سيكون مصيرهم بعدما غررت بهم عصابات الاتجار بالبشر، كثيرة هي مثل هذه القصص المؤلمة لكن أكثرها رعبا تلك التي ظهرت قبل أسبوع من الآن، والتي أعادت إلى الواجهة قصص مهاجرين وجدوا في مقبرة جماعية لم تكتشف إلا بعد أن تحولت أجسادهم إلى عظام.

وأثار عثور المنظمة الدولية للهجرة في الأسبوع الماضي على مقبرة جماعية تضم جثث ما لا يقل عن 65 مهاجر في جنوب غرب ليبيا، جدلا واسعا رافقته مخاوف من اكتشاف مقابر أخرى غير معروفة، خاصة وأن عصابات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر تنشط كثيرا في ليبيا، التي تعد طريقا لمئات الآلاف من المهاجرين المتواجدين على الأراضي الليبية دون أي وثائق أو هوية، منهم من استقر في البلد، ومنهم آخرون ما زالو تحت رحمة هذه العصابات ويحلمون بعبور أوروبا.

مقبرة المهاجرين الجماعية التي عثر عليها في ليبيا

وقد أوضحت المنظمة الدولية للهجرة التي عثرت على جثث الـ 65 مهاجرا في مقبرة جماعية بجنوب غرب ليبيا، أن ظروف وفاتهم وجنسياتهم غير معروفة أبدا، حيث قالت في بلاغ لها شاركته في صفحتها الرسمية على منصة LinkedIn : “ولا تزال ظروف وفاتهم وجنسياتهم مجهولة، لكن يعتقد أن المهاجرين ماتوا أثناء عملية تهريبهم عبر الصحراء”.


وتابع المصدر ذاته قائلا: “إن كل تقرير عن مهاجر مفقود أو خسارة في الأرواح يمثل عائلة حزينة تبحث عن إجابات بشأن أحبائها أو تتعايش مع مأساة الخسارة” مضيفا “إن ثمن عدم القيام بالعمل اللازم يتجلى في تزايد الوفيات البشرية والظروف المثيرة للخوف التي يجد المهاجرون أنفسهم فيها”.

وأبدت المنظمة الأممية تقديرها لإطلاق السلطات الليبية تحقيقا في وفاة المهاجرين، داعية إلى “ضمان انتشال رفات المهاجرين المتوفين والتعرف عليه ونقله بشكل يحفظ كرامتهم” ويمكن من إبلاغ عائلاتهم ومساعدتها.

ولا يعتبر الطريق البري الوحيد الذي يودي بحياة المهاجرين، بل يفقد الآلاف في السواحل الليبية بعدما تدفع بهم العصابات في قوارب متآكلة لا تحتمل أعدادهم الكبيرة، حيث أعلنت منظمة “إس أو إس ميديترانيه” قبل ثلاثة أسابيع أن ما لا يقل عن 60 شخصا منهم نساء وطفل واحد على الأقل، قد فُقدوا في البحر بعد أن كانوا على متن قارب مطاطي في السواحل الليبية، وذلك حسب شهادات ناجين أنقذتهم سفينة “أوشن فايكينغ”.

وأشارت المنظمة إلى أن الـ25 مهاجرا الذين تم إنقاذهم ممن كانوا على متن القارب المطاطي، كانوا في حالة صحية حرجة، منهم اثنان كانا فاقدان للوعي، مؤكدة أن القارب قد غادر مدينة الزاوية في ليبيا في 8 مارس الماضي، ليتعطل محرك القارب بعد ثلاثة أيام فقط من انطلاقه، ما جعل المهاجرين في وضع صعب دون ماء أو طعام.

وفي سياق منفصل، كانت قد جرمت المحكمة العليا الإيطالية نقل المهاجرين إلى المدن الساحلية الليبية، معتبرة إياها جريمة جنائية، لأن بحسبها “لا يمكن اعتبار مدن ليبيا ملاذات آمنة للمهاجرين”. وهو القرار الذي نال إشادة واسعة من قبل المنظمات والجمعيات التي تنشط في مساعدة المهاجرين وكذا منظمة العفو الدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا تعد مرتعا خصبا لعصابات تهريب المهاجرين، الذين دائما ما تتهمهم العديد من المنظمات الدولية وجمعيات المجتمع المدني بانتهاك حقوق المهاجرين، حيث أن هذه العصابات بدأت تنشط كثيرا في البلد خاصة بعد اغتيال معمر القذافي في 2011.

مقالات ذات صلة

توقعات هوغربيتس الجديدة تنذر بزلازل أخرى وسط رفض العلماء

“اللوتري الأمريكي” أو قرعة أمريكا.. حلم للهجرة يتكرر كل سنة

ضحايا عصابات الاتجار في البشر.. بين استغلال العوز والمصير المجهول

ما قصة عيد الأضحى وآدابه في المغرب؟

رويترز: الحكم بالبراءة على رجل بلجيكي بعد اكتشاف إنتاج جسده للكحول

انتقاما لسنوات الدراسة.. ممثل تركي يهدم مدرسته الابتدائية بعد شرائها

مستشفى بريطاني يسلم رضيع لأم أخرى عن طريق الخطأ

“أقل من البشر”..توماس لوتز يخلق الجدل بعد وصفه المهاجرين بتعبير نازي

كفالي سيد الأناقة الإيطالية يودع الحياة بمسقط رأسه عن 83 عاما

هوغربيتس المثير للجدل يُحذر من حدث سيسبب “طنينا قويا” في الأذن

حليمة بحراوي: واجهت مجموعة من التحديات ولن أنس وقفة الأميرة لالة أمينة معي

النرويج تعتزم ترحيل حارق القرآن موميكا بعد خطة هروبه

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)