100 شخص يصابون و9 يموتون.. أرقام مقلقة لمرض السل في المغرب

يحتفي العالم كل سنة بذكرى اليوم العالمي للسل في 24 مارس، من أجل نشر وتعزيز وعي الجمهور بالمخاطر الصحية والعواقب الاجتماعية والاقتصادية لداء السل، الذي مايزال واحدا من أكثر الأمراض المعدية في العالم، التي تصيب في المغرب لوحده حوالي 100 شخص يوميا، وتودي بحياة 9 أشخاص كل يوم.

ويعتبر داء السل، مرض قديم يعود تاريخه في المغرب إلى فترة الاستعمار الفرنسي. وعلى مر السنين، شهد المغرب انتشار داء السل بشكل واسع، خاصة في المناطق الحضرية والفقيرة التي تشهد كثافة سكانية عالية.

ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يعتبر المغرب من البلدان ذات مستوى عالٍ من انتشار داء السل، الذي هو عبارة عن عدوى تسببها جرثومة يمكن أن تنتشر عن طريق الغدد الليمفاوية ومجرى الدم ومنها تتسلل إلى جميع أنحاء الجسم، وفي أغلب الحالات يمكن العثور على الجرثومة في الرئتين.

أسباب وأعراض داء السل:

يعتبر داء السل ناجمًا عن العدوى البكتيرية المسببة للمرض المعروفة باسم مايكوباكتيريوم السل. تنتقل العدوى عن طريق الهواء عندما يسعل المصاب بداء السل أو يعطس. يمكن أن يصاب الأشخاص بداء السل إذا كان لديهم جهاز مناعة ضعيف أو إذا كانوا يعيشون في ظروف غير صحية. وتشمل الأعراض الشائعة لداء السل السعال المستمر لمدة أكثر من ثلاثة أسابيع، وفقدان الوزن، والتعب الشديد، والحمى المتكررة، وقد يشعر المريض بآلام في الصدر وصعوبة في التنفس وفقدان الشهية، وفي الحالات القصوى يمكن أن تظهر على المريض أعراض أخرى مثل السعال بالدم وتراكم السوائل في الرئتين.

تشخيص وعلاج داء السل:

يُستخدم في تشخيص داء السل تحليل البلغم وفحص الصورة الاشعاعية قم اختبار Mantoux واختبار PCR. ويتم عادةً علاج السل بالمضادات الحيوية، مثل: الإيثامبوتول والإيزونيازيد والريفامبيسين، والتي تكون متاحة في المستشفيات والمراكز الصحية المتخصصة، وذلك لمدة تتراوح بين 6 و 9 أشهر.

التطعيم والوقاية من السل:

يعتبر التطعيم ضد داء السل أداة فعالة في الوقاية من المرض، حيث ينبغي أن يتم القيام به في وقت مبكر، وخصوصا لدى الأطفال والمجموعات الأكثر عرضة للإصابة به، كما ينصح الأطباء باتخاذ استراتيجيات للوقاية من انتقال المرض، ويتعلق الأمر بغسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الاحتكاك بالمرضى المصابين، بالإضافة إلى تناول الطعام والشراب بشكل منفصل عن المصابين، وكذا ضمان النظافة الشخصية.

أرقام وإحصائيات مقلقة!

قدرت منظمة الصحة العالمية، بحسب تقرير صادر عن طيب حمضي، وهو طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المغرب يسجل بشكل يومي ما مجموعه 96 حالة إصابة بالسل، في مقابل تسع وفيات يوميا. وقدرت المؤسسة الصحية الدولية أن المغرب سجل خلال سنة 2021 ما مجموعه 35 ألف حالة جديدة أو انتكاسة، وهو مايعادل حدوث 94 حالة جديدة لكل مائة ألف نسمة، فيما قدرت الوفيات بـ 3300 وفاة.

ولا تقف هذه الأرقام التي كشف عنها حمضي عند هذا الحد فقط، بل تضيف أنه يموت واحد من كل 10 مرضى السل في المغرب، وواحد من كل خمسة مرضى السل المصابين أيضا بفيروس نقص المناعة المكتسبة في نفس الوقت.

وفيما يتعلق بانخفاض حالات الإصابة بالسل، يسجل التقرير أنه انخفاض بطيء جدا، ولا ينخفض إلا بنسبة 1٪ في السنة بين عامي 2015 و2021، الأمر الذي يشكل عائقا أمام الحد من الإصابة بالسل أو القضاء عليه بحلول عام 2030، وفقا للأهداف المحددة دوليا.

ويؤكد التقرير أن داء السل يصيب الذكور بشكل أكبر بنسبة 59٪ في مقابل 41٪ في صفوف الإناث، مايعادل امرأتين مقابل كل ثلاث رجال، أما الفئة العمرية الأكثر تضررا فهي التي يتراوح عمرها مابين 25 إلى 34 سنة، وهي التي تعتبر الأكثر إنتاجا.

وفيما يخص الحيز الجغرافي الذي ينشط فيه الداء، لفت التقرير إلى أن سكان الأحياء المكتظة والأحياء المحيطة بالمدن هي الأكثر إصابة، أما الجهات الأكثر تضررا من حيث عدد الاصابات لكل مائة ألف نسمة، هي طنجة تطوان الحسيمة، الرباط وسلا والقنيطرة، والدار البيضاء سطات.

وذكر حمضي أن معدل اكتشاف المرض وتشخيصه نسبة لعدد المصابين يبلغ نسبة 85٪، وهي نسبة تعادل 15٪ من المصابين أو بعبارة أخرى واحد من 6 أشخاص هم مصابون بداء السل دون أن يتم تشخيص مرضهم. مسجلا في ذات الوقت أن ثلثا حالات السل المقاوم للأدوية لا يتم تشخيصهم، مما يشكل مشكلة صحية عمومية خطيرة تتمثل في انتشار السل المقاوم للأدوية.

وأوضح الباحث في النظم والسياسات الصحية أن نصف حالات داء السل تهم أعضاء غير الرئتين، حيث انتقل معدل داء السل خارج الرئتين من 28٪ سنة 1990 إلى 49٪ سنة 2021. مشيرا إلى أن هذه النسبة في المغرب تتجاوز المعدلات المتوقعة بكثير.

مقالات ذات صلة

دراسة تكشف ارتفاع حجم دماغ البشر مقارنة بـ 75 سنة الماضية

آيت الطالب

آيت الطالب يترأس مراسيم تقديم التحليل الظرفي للأمراض غير السارية

دراسة: النظام الغذائي السليم يخفف أعراض القولون العصبي

دراسة: اختبار بول يجنبك الخضوع لاختبار الكشف الجراحي عن سرطان البروستات

كيف تهدد الوجبات السريعة ذاكرة الشباب.. دراسة تجيب

دراسة: هذا ما يقوله لون عينيك عن شخصيتك؟

قطاع الصحة

تنسيق نقابي في قطاع الصحة يشل المستشفيات ليومين

كيف تنذر قوة قبضة يدك بانخفاض إصابتك بالأمراض؟

ميراوي

ميراوي: السنة البيضاء مستبعدة وقرار تخفيض سنوات التكوين الطبي ’’حكومي’’

دراسة حديثة: الجد في العمل يقلل من فرص الإصابة بالخرف

يتناولها المغاربة.. دراسة تربط بين تناول الباراسيتامول وأمراض القلب

لا تدخلوا هواتفكم للحمام.. دراسة حديثة تحذر من الإصابة بمجموعة من الأمراض

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)