نورة الصقلي: شكرا لأنني صبرت وثابرت ومرض الزهايمر ملأني بالأحزان والآلام

نورة الصقلي، واحدة من الفنانات المغربيات اللواتي بصمن على مسيرة مميزة، امتلكت ناصية التشخيص ففي كل مرة يسند إليها دور لا يمكنها إلا أن ترتدي عباءة الشخصيات لتغوص في تفاصيلها، فتمزجها مع موهبتها الفذة وأدائها المميز، لم يكن ولوجها لميدان الفن بمحض الصدفة لكن عن قناعة وحب كبيرين أكسباها احترام الجمهور لتصبح واحدة من الفنانات الرائدات اللواتي يتربعن على عرش الشاشة المغربية.

من مقر مكتب سفيركم بالرباط، كان لفريق “سفيركم” موعد مع الفنانة نورة السقلي لتصوير إحدى حلقات برنامج “شكرا” الذي يقدمه الإعلامي جود بيومي، حوار طبعته روح الدعابة والبوح الصادق لفنانة من رائدات الشاشة المغربية، التي استغلت تيمة البرنامج لتشكر كل من كان له الفضل عليها سواء من قريب أو بعيد، في نقاش مستفيض تحدثت فيه عن مسلسل “دار النسا”، حضور المرأة فيه، معاناتها مع مرض الزهايمر، ناهيك عن حبها لابنتيها واحترامها لطلبتها، وكذا بداياتها الأولى مع المسرح.

كأي حلقة من حلقاتي، في البداية عادة ما أسال نفس السؤال على ضيوفي، لمن تقولين شكرا؟
“شكرا لأنني صبرت لأنني ثابرت وتعلمت كيف أثق بنفسي، لأنه في البداية كان من الصعب أن أثق بنفسي كثيرا، لكن بعد ذلك تعلمت كيف أثق في مؤهلاتي الشخصية وكيف أستثمرها وأطورها لأكون ما أنا عليه الآن”

هل تستحضرين شخصية معينة كانت علامة فارقة في حياتك تريدين أن تشكريها؟
“صراحة توجد العديد من الشخصيات، لأن الحياة محطات، وفي محطتي الأولى أريد أن أقول شكرا للوالدين الذين ساندوني، وشكرا لجميع المعلمين والأساتذة فردا فردا، لكن في السنين الأخيرة أريد أن أشكر سامية أقريو، لأننا نشكل معا فريقا تساند فيه واحدة الأخرى سواء في العمل وحتى في الحياة، خاصة عندما أواجه بعض المشاكل، وأريد أن أشكي وأبكي عليها”

على ذكر البكاء، نورة هل أنت سريعة البكاء في الحوارات ومع الناس؟
“لا أحب أن أسقط في البكائيات وخاصة في البرامج الحوارية لأنني أظن أنه يمكننا أن نجذب انتباه المشاهد دون السقوط في البكائيات أو اللعب على الوتر الحساس والمشاعر”

ماذا تقولين عن مسلسل دار النسا، خاصة وأن كل عمل يتحدث عن المرأة المغربية يكون مميزا؟
“شكرا جزيلا جود، صراحة في جميع الميادين تعطي المرأة لمسة خاصة، لن أقول أفضل من الرجل، لكنها مغايرة، يمكن الجودة التي تتكلم عنها بالنسبة لمنتوج المرأة بصفة عامة في أي مجال هو الاختلاف، واكتشاف مدى قدرتها، وشكرا للمغرب لأنه يوفر للمرأة مجال للتعبير عن نفسها ومؤهلاتها، خاصة عند مقارنة المرأة المغربية بالمرأة في دول أخرى عربية ومسلمة نجد أنها قطعت أشواطا كثيرة”.

ما المميز في عمل دار النسا؟ وهل يقتصر على المرأة التقليدية ؟
“مسلسل دار النسا لا يقتصر فقط على ما هو تقليدي أو عصري، بل تناولنا للعمل فيه مزيج بين التقدم والعصرنة وعناصر من التراث المغربي (السدراي، الصينية، قيمة العائلة لدى المغاربة)، فهذا المزيج بين الأصالة والمعاصرة ومزيج الثقافات المتواجدة في المغرب هي قوة بلادنا”

للأسف نشاهد مجموعة من الناس يشهرون بالمرأة المغربية، هل نقول لهم شكرا لأنكم تنقلون الواقع أم توقفوا لأننا في بلد سينظم كأس العالم وكأس أفريقيا ومجموعة من التظاهرات الدولية؟
“الناس الذين تتحدث عنهم يوجدون في جميع المجتمعات، ولا أظن أن الخطأ خطأهم بل المشكل في المنصات الاجتماعية التي أصبحت متاحة للجميع “.

تحدثت في العديد من المنابر عن مرض والدك بالزهايمر، هل تقولين لهذا المرض شكرا لأنه علمك مجموعة من الأمور أم لا لأنه ترك جرحا في داخلك؟
“لن أقول للزهايمر شكرا، لأنه ملأني بالأحزان والآلام وخطف مني أبي وهو ما يزال على قيد الحياة، لمدة 10 سنوات وأبي موجود بيننا وكأنه غير موجود، وأتمنى الشفاء لأي مريض”

ماهي نصيحتك للعائلات التي لديها مريض بالزهايمر ؟
“أنصحهم بالصبر والبحث عن هذا المرض لمعرفة خصوصيته وكيفية التعامل مع مرضاه ”

ماهي الكلمة التي تريدين توجيهها لابنتيك مريم وشامة؟
“بطبيعة الحال أن فخورة جدا بهن، لأنهن يقاتلن كباقي أبناء وبنات المغاربة من أجل الحصول على شواهدهن ورسم مسار جيد في حياتهن”

علمنا من ابنتك مريم أنك تمتلكين ذوق رائع في السينما، لماذا لا نرى نورة السقلي في السينما؟
“لا توجد عروض في السينما، وإذا عرض علي العمل كممثلة في السينما سأقبل، وتوجد لدي أنا وسامية فكرة خوض تجربة الكتابة للسينما”

كيف كانت تربيتك لابنتيك؟
“أنا صارمة وفي نفس الوقت صديقتهم، وحين كانوا صغارا كنت أنا أيضا طفلة معهم، شاهدت معهم مخزونا من أفلام الكرتون، وكنت أدخل عالمهم الموسيقي، لأتعرف على الموسيقى التي يحبونها، الروايات التي يقرؤونها، كي لا ينقطع جسر التواصل بين الآباء والأبناء”.

ماهي رسالتك لشركاء حياة ابنتيكِ؟
“أن يكونوا ذوي تربية جيدة، وأن يحترموا الناس الذين يعيشون معهم، والشريك الذي سيتقاسمون معه الحياة، لكن عندي في المرتبة الأولى التربية، لأنه حتى في العمل حين نبدأ في تكوين فريق لعمل معين أطلب دائما من المنتج أن يبحث عن أشخاص ذووا تربية عالية أو كما نقول ’ولاد الناس‘”.

بعد عرض شهادة سعد موفق في البرنامج، قالت نورة:
” سعد اسمه يحمل مواصفاته هو ‘موفق’ وإنسان ذكي، سريع التعلم وحسن الخلق، كان طالب عندي بالمعهد وأصبح زميل في المجال، وحين أقول ذكي أقصد أنه ذكي في الأداء وفي التعامل مع الناس، والأشخاص مثله لا يمكن إلا أن يكونوا موفقين ”

نورة ما المميز في سعد موفق، أيوب أبو النصر، ساندية تاج الدين عن طلبة آخرين درستيهم؟
“يوجد العديد من الطلبة والخريجين الذين يمتلكون موهبة كبيرة، لكنهم منغلقين على ذاتهم، فحين يتخرجون ينتظرون الفرصة، لكن هذه الأسماء التي ذكرت بحثوا عنها وعرفوا كيف يسوقون لموهبتهم ويعرفوا بها، وأحب أن أجد طلبتي في البلاطو لأن الامر يسهل علي الكثير حيث أننا نتشارك نفس اللغة التي درسوها في المعهد”.

ماذا تريدين أن تقولي للمسرح والخشبة في آخر الحلقة؟
“شكرا للمسرح، لأنه بسبب وقوفي لأول مرة على خشبه مسرح درش بمدينة أصيلة، قررت أن أتوجه للفن، شكرا لجميع المبدعين الذي ينشطون في الميدان والذين يقدمون صورة مشرفة عن المغرب، والدليل أن مجموعة من الأعمال المسرحية تمثل المغرب في الخارج وتنال العديد من الجوائز”.

مقالات ذات صلة

رمضان 2024.. ممثلون خطفوا الأنظار من الظهور الأول

فنانات غيبتهن الأمومة عن المجال الفني

ممثلون شبابا سطع نجمهم في الدراما الرمضانية 2024

صلاح السعدني.. قصة عميد الشاشة المصرية الذي استوطن قلوب العرب

فرقة مسرح الحي تستهل مشوارها بعرض مسرحية “سدينا”

واكريم: أزمة السيناريو وتمطيط الأحداث يعصفان بالإنتاجات الدرامية الرمضانية

المسلسلات الرمضانية 2024.. بين النهاية المفتوحة والانتقادات اللاذعة

مهدي قطبي.. مسار رجل قاده القدر من ظلمات الفقر إلى نور الفنون

“الكل يحب تودة”.. فيلم مغربي يمثل المغرب في مهرجان الكان الدولي

برمجة رمضان 2024.. إزدواجية المشاهدات العالية والانتقادات اللاذعة

دور سينما بريطانية ترفض استضافة مهرجان إسرائيلي

ياسين أحجام: تفاصيل شخصية “المكي” مستلهمة من شخصيات أعرفها

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)